مع انتهاء القتال في غزة، يرغب الإسرائيليون في العودة إلى الحياة الطبيعية وافتتاح السنة الدراسية كما هو مقرّر. سيعود الطلاب في جميع أنحاء البلاد إلى الصفوف الدراسية، ولكن سيتم توجيه معظم الاهتمام بطبيعة الحال إلى المدارس القريبة من حدود غزة، حيث قضى التلاميذ معظم الصيف الأخير في الملاجئ.
تطرّق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم في افتتاحية اجتماع مجلس الوزراء إلى افتتاح السنة الدراسية قريبًا من العملية العسكرية. قال نتنياهو: “أعلم أنّ أطفال إسرائيل، مليوني طفل في إسرائيل وأسرهم الذين سيذهبون غدًا إلى الروضات والمدارس قد اجتازوا صيفًا صعبًا. أريد باسم وزراء حكومة إسرائيل أن أبارك جميع الأطفال، وخاصة أطفال الصفّ الأول وأتمنى أن يكون لكم، لجميع الأطفال، سنة دراسية جيّدة، وناجحة وآمنة”.
أحد الآثار الفورية للحرب على الجهاز التربوي هو خفض ميزانية التربية لصالح ميزانية الأمن التي تزايدت. وفقًا للصحف الاقتصادية في إسرائيل، فإنّ نصف الإضافة التي ستحظى بها وزارة الدفاع تقريبًا ستأتي على حسب خفض ميزانية وزارة التربية، بقيمة 700 مليون شيكل. فضلًا عن ذلك، فالذين سيتضرّرون من خفض الميزانية ليسوا المعلمون في إسرائيل وإنما التلاميذ، الذين سيتلقّون ساعات تعليم أقل.
كما هو متوقع، فإنّ الآثار الاقتصادية للحرب في غزة ستتم ملاحظتها بشكل أساسيّ في المجال التربوي. تدّعي المعارضة في إسرائيل الآن، والتي احتجّت على طريقة إدارة العملية العسكرية من قبل الحكومة، أن مواطني إسرائيل هم من سيدفع الثمن. “سيذهب التلاميذ والتلميذات غدًا إلى المدارس مع وعد بالتعلّم الحقيقي، ولكن مع 700 مليون أقلّ”، هكذا احتجّت صباح اليوم عضو الكنيست تامار زاندبرغ من حزب ميرتس.
وتطرّق رئيس الحكومة، نتنياهو، إلى هذه الادّعاءات قائلا إن “الأمن قبل كلّ شيء”. معنى كلام نتنياهو أنّ الالتزام بأمن إسرائيل يسبق الالتزام بجودة التعليم.
إلى جانب قضية الميزانية، هناك من يخشى في إسرائيل من تجدّد النيران في غزة. قبل أربعة أيام فحسب سقط صاروخ تمّ إطلاقه من قطاع غزة في روضة أطفال في أشدود خلال الاستعدادات لافتتاح العام الدراسي. حدثت أضرار كبيرة للروضة، وقالت المعلّمة: “أنا أحبّ هذه الروضة مثل بيتي. كيف أشرح للأطفال بأنّ الروضة تضررت؟”