“ما هو المشترك بين الإرهابي من أورلاندو وبين الإرهابيَين من يطا”؟ من المؤكد أن الإرهابيين الثلاثة سيصلون إلى جهنم”، قالت عضو الكنيست الإسرائيلية دكتور عينات بيركو بعد العملية التي نُفذت في مجمّع سارونا في تل أبيب. “لن يصلوا إلى الجنة وهم يرتدون بدلات فاخمة”، قالت ملمحة إلى البدلات التي ارتداها منفذا العملية في تل أبيب.
“لم يقصدا الوصول إلى هناك [إلى الجنة]”، وفق ادعائها، وهي دكتورة في علم الجريمة وأخصائية في الإرهاب. والدليل على ذلك، وفق أقوالها، أنهما لم يدفعا مقابل وجبتهما. هذه المعلومة الصغيرة ذات أهمية كبيرة في فهم الدافع وراء أعمال أبناء عائلة مخامرة. وقد قيل في الحديث إن الشهيد تُغفر له كافة خطاياه عند وفاته سوى التزاماته: “فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين”.
وقد تكون أهمية هذه المعلومة التي ذكرتها عضو الكنيست بيركو، هي أن الدافع وراء عمل أبناء عائلة مخامرة لم يكن دينيا في الأساس، فلو كانا يرغبان في تنفيذ العملية وأن تُغفر لهما خطاياهما وأن يصلا إلى الجنة، من المؤكد أنهما كانا سيفكران في هذه النقطة، مثلما فكرت الإرهابية هنادي جرادات التي فجرت نفسها عام 2003 في مطعم في حيفا، ولم تنسَ أن تدفع قبل ذلك مقابل الوجبة التي طلبتها.
بالمُقابل، لم تُفكر وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذه النقطة، قد جعلت خطاب عضو الكنيست بيركو ناجحا جدا. كتب صحفي إسرائيلي مخضرم في تويتر ملاحظة تهكمية “تُهاجم بيركو الإرهابيين الذين يطلبون الوجبات قبل تنفيذ العملية ولا يدفعون مقابلها. في الحقيقة إنها صادقة. كيف يجرؤون على ذلك؟”. ولم يتأخر رد بيركو في المجيء وادعت أنه يُشوه أقوالها، وجرى جدال افتراضي بينها وبين الصحفي، حيث لقبها “دكتورة في مجال تنفيذ العمليات”.
“لقد دفعت الإرهابية التي نفذت عملية في مطعم مكسيم لأنها أدركت أنها ستموت. بالمقابل، لم يدفع الإرهابيان اللذان نفذا العملية في مجمع سارونا لأنهما عرفا أنهما سيبقيان على قيد الحياة”. أوضحت لاحقا دكتور بيركو أقوالها في تويتر، ولكن يدور تبادل النكات حول خطابها في النت، وأصبحت تثير ردود فعل كثيرة، بعضها مثير للتسلية جدا وبعضها مثير للغضب، ولكن من دون شك لن تُحذف بعد التوضيح الذي جاء من عضو الكنيست.