ربما تمتهن ايستر رضا الموسيقى والتمثيل، ولكن يبدو أن هدفها الرئيسي هو التمرد على واقعها. كابنة لوالدين مهاجرين من أثيوبيا، كانت الأولى من بين أبناء الطائفة التي تمثل في برامج تلفزيونية أساسية في ساعة المشاهدة القصوى، تظهر في برنامج أطفال وتطلق ألبومًا خاصًا يحظى بإعجاب جمهور واسع في إسرائيل – وخارجها. نظرة عميقة إلى حياتها يكشف عن شخصية غامضة وملفتة، متعددة المجالات وتمتاز بثقة بالنفس.
بدأت رضا ذات الـ 29 عامًا مشوار الغناء والتمثيل في أول عقد من حياتها. التحقت بمدرسة للتمثيل في نتانيا، شاركت بمسرح الشبيبة وكانت واحدة من “فرقة سبأ”، مجموعة من الأطفال، من أصول أثيوبية، جمع بينهم عازف البيانو شلومو غرونيخ. تلك كانت فرصة رائعة بالنسبة لايستر الصغيرة بأن تتعلم فن المسرح والعروض، دون أن تكون كل الأنظار محدقة بها بشكل شخصي، ومن خلال تلقي الدعم والتوجيه من موسيقي شائع الصيت. تقدمت وتطورت وأدت خدمتها العسكرية كمغنية منفردة في فرقة عسكرية.
غنت رضا “أغنية إسرائيلية كجزء من – “فرقة سبأ” المشهورة التي نالت شهرة واسعة في التسعينات:
مع تسريحها من الجيش بحثت عن التقدم في مجال التمثيل تحديدًا، وهكذا وصلت إلى المسرحية الموسيقية “الفرقة” وحازت على جائزة اكتشاف العام في المسرح الوطني “هبيما”، لعام 2007. بدأت العروض بالتدفق عليها واكتسبت رضا خبرة كبيرة: دور رئيسي في مسلسل للأطفال، أدوار ثانوية في عدد من الأفلام السينمائية وأخيرًا دور رئيسي في المسلسل البوليسي “الاستثنائية” حيث لعبت دور محققة جادة.
رضا تعطي الكثير من الاحترام للأغنية الكلاسيكية بلمسة خاصة – “كهرباء تسري في كفي يديك”.
طوال كل تلك الفترة لم تتخلَ أبدًا عن أملها بحياة مهنية موسيقية، ودأبت على تدريب صوتها وتحسين تقنية الغناء لديها، بما في ذلك “اللمسات” الخفيفة والمقصودة، التي وظيفتها إعطاء عمق للغناء. في كانون أول 2012، أطلقت أول أغنية لها (“Life Happens”) التي تحوّلت لاحقًا إلى ألبوم يحمل الاسم ذاته. كان النجاح مفاجئًا وفي فترة قصيرة جدًا تصدرت الأغنية سباقات الأغاني في إسرائيل، وحظي الكليب المفعم بالألوان الذي رافقها بانتشار كبير في القنوات الأوروبية MTV و VH1، واختير ليكون الكليب الأول في إسرائيل. يمكننا أن ندرك السبب: تأخذ رضا المستمع إلى داخل عالمها وتعتني به بلطف، تطبع ابتسامة على الوجه ولكنها تنجح بأن تترك حالة من الغموض والفضول.
شاهدوا الكليب المشوق الحائز على جوائز كثيرة الخاص بأول أغنية أطلقتها رضا، “Life Happens”:
في عام 2013، استمرت بإطلاق أغانٍ والتي تحوّلت إلى ألبوم مصغّر، ولكنها كانت حلقات من سلسلة كبيرة، انتهت بإطلاق أول ألبوم لها كامل وملفت، الذي يحمل اسمها (Ester Rada). رغم أن أصلها يظهر من شكلها – وهناك من قالوا بصوتها أيضًا – تعتبر رضا نفسها بأنها فنانة عالمية. لهذا، تريد أن تستخدم الموسيقى للتعالي على كل أنواع الفصل والتمييز المعتادة التي نمارسها في حياتنا اليومية. وهذا هو ما يجعلها تبتعد عن الأحاديث الإعلامية العادية التي تتحدث عن دمج الأثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي وتفضل التركيز على العمل. بالنسبة لها، الدمج الحقيقي يحصل من خلال الإحساس، وليس الكلام، لهذا للموسيقى دور كبير للتأثير والتغيير.
استمعوا لأداء أغنية ““Could It Be” بعرض مباشر – رضا تعرف كيف تأسر قلوب وأعين الجمهور:
رغم أن المسار الذي قطعته حتى الآن يمكن كتابة الكثير عنه، إلا أن مستقبلها أيضًا شيء لا يمكن تخيّله. رضا لديها القدرة على أن تصبح نجمة مشهورة، حتى على المستوى العالمي، وهي لا شك لديها تاريخ حياة – وشكل مميز – سيجعلانها تحقق انتشارًا في أسواق أكثر من السوق الإسرائيلية. لكي يحدث ذلك عليها أن تكمل بالمسار ذاته وأن تتذكر من أين جاءت. هنالك مقولة في التراث اليهودي القديم “اعرف من أين أتيت والى أين أنت ذاهب”: في حالة “الملكة ايستر” واضح بأنها ما كانت لتصل إلى حيث وصلت لولا العبء الذي تحمله معها، ويندمج بشكل طبيعي جدًا مع أنواع مختلفة في غنائها. إلى جانب غنائها الصافي بالإنكليزية، يبدو أن كل الأبواب مفتوحة أمامها وعليها فقط أن تختار المسار الصحيح، الذي يقود مباشرة إلى الملكية.
وهنا تعود ايستر إلى الأصول وتغني قصيدة أثيوبية قديمة بنمط الجاز، “بيهتيتو” (أنت وحدك):