هذا الأسبوع، تصدر مشروع “حسن الجوار” الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية إلى السوريين الذين تضرروا أثناء الحرب، العناوين في أعقاب الهجمات التي شنها النظام ضد جنوب سوريا، وتسببت بنزوح عشرات آلاف السوريين الذين فروا من ويلات الحرب باتجاه الحدود.
أجاب المقدم “أ”، الضابط المسؤول عن المشروع منذ السنوات الماضية، عن عدد من الأسئلة التي طرحناها رغم الأيام الصعبة بشكل خاصّ. حاولنا أن نطرح أسئلة تخطر على بال قرائنا عبر الفيس بوك، لمعرفة الحقيقة وراء الصور المؤثرة، وما الذي يتوقع أن يحدث في الأسابيع القادمة:
سؤال: كيف تسير الأمور اليوم، وماذا يُتوقع أن نشاهد في الأيام القريبة؟
جواب: من الصعب أن نعرف. لا تتدخل دولة إسرائيل في الحرب الأهلية السورية ذاتها. يمكن القول إن هناك محادثات للتوصل إلى تسوية، وبدأنا نشهد انخفاضا في عدد النازحين السوريين. من جهتنا، نحن على استعداد منذ الأسبوع الماضي لتقديم مساعدات لعلاج النازحين. يمكن القول إننا نستقبل حاليا جرحى تضرروا في الحرب، لا سيّما الأطفال. لم نشهد هذه الحال منذ عامين. معظم الجرحى هم مواطنون تضرروا جراء القصف الذي شنته قوات النظام، وجرحى يعانون من صدمة.
س: أية حالات تتوقعون حدوثها؟
ج: أكثر من نتوقع حدوثه هو زيادة عدد مخيّمات اللاجئين، لهذا أرسلنا 300 خيمة، وأصبحنا نستعد لإرسال المزيد، وغير ذلك. يجب أن نضمن للنازحين الظل، ومكان للبقاء فيه.
س: ما هي الاحتياجات الطارئة الأخرى لدى النازحين؟
ج: في البداية، اعتقدنا أنه ليست هناك حاجة طارئة لتقديم الملابس، لأننا في فصل الصيف، ولكن عرفنا أن السوريين فروا من منازلهم وبحوزتهم حقيبة يد فقط، دون أن يأخذوا معهم حاجياتهم، لهذا أرسلنا ملابس لأنها من الاحتياجات الضرورية، حفاظا على النظافة ومتابعة الحياة العادية. في الأيام القريبة، سنعرف ما هي الحاجيات الضرورية وسنعمل وفقها.
س: السؤال الذي يطرح كثيرا هو مَن يموّل حملات المساعدات الإنسانية هذه؟
ج: تساعد دولة إسرائيل في التمويل اللوجستي، ولكن هذه المساعدة تشكل جزءا ضئلا فقط. نحن نعمل مع منظمات مساعدة مدنية: إسرائيلية، أمريكية، وعربية أيضا. لقد ساهمت هذه المنظمات في تقديم معدّات وأدوية حجمها أكثر من مئتي مليون شاقل. منذ الآن، بدأت هذه المنظمات بشن حملات لجمع الأموال.
س: هل يمكنك التحدث أكثر عن التنظيمات العربية التي تتبرع؟ هل يجري الحديث عن منظمات من دول الخليج؟
ج: أفضلُ عدم التطرق إلى هذا الموضوع منعا لإلحاق الضرر بهذه الجهات، إذ إن الوضع صعب.
س: هل لا تخافون من أن النشر حول المساعدات الإسرائيلية، رغم أنه قد يساهم في صورة إسرائيل في العالم العربي، قد يؤدي إلى وصول اللاجئين إلى الحدود مع إسرائيل؟
ج: لا نخشى من حدوث ذلك. في نهاية المطاف، رغم أن السوريين لا يكرهوننا الآن كما كان في الماضي، فهم يفضلون عدم الدخول إلى إسرائيل. أعتقد أن القواعد واضحة للجميع. ليس في وسع دولة إسرائيل أن تستقبل لاجئين سوريين، وهي لا تتدخل في سوريا.
س: ماذا سيفعل الجنود إذا حاول السوريون الدخول إلى إسرائيل؟
ج: في الواقع لا أعتقد أن هذا سيحدث. لقد تعلمنا من تجارب الماضي، مثلا كانت هناك قرى في هضبة الجولان حارب أفرادها ضد النظام، ولكن وقعوا معه على تسوية لاحقا. نحن لا نتدخل في شؤون السوريين ولا نقدم لهم النصائح، إذ إنهم يعملون وفق ما يناسبهم.
س: هل يمكن أن تحدد الفئة السكانية السورية التي تتلقى مساعدات من إسرائيل؟
ج: يجري الحديث عن نحو 250 ألف سوري من القنيطرة وجزء منهم من درعا. أشخاص من عامة الشعب، مواطنون سنيون، وجزء منهم فلاحون، يعيشون في هاتين المنطقتين منذ سنوات. هناك من يحصل على الأطعمة وزيت الديزل من إسرائيل. ولكن تخدم غرفة الولادة الميدانية التي أقمتها إسرائيل كل المواطنات السوريات. وكما تقدم إسرائيل الأطعمة للأطفال والملابس للسوريين.
س: هل هناك ما تريد أن تتحدث عنه أمام القراء؟
ج: أريد أن أتحدث عن مشاعر الفَخر الوطنيّ التي أشعر بها جراء هذا المشروع. تساعد دولة إسرائيل على مدار الساعة، المواطنين في الدولة العدوة، الذين ترعرعوا على كره الإسرائيليين لسبب غير معروف. ففي حين لم يقدم العالم المساعدات لجنوب سوريا، كانت دولة إسرائيل الأولى التي فتحت أبوابها.