من الصعب متابعة اقتراحات رئيس الولايات المتحدة، ولكن تصريحاته أمس في نيويورك، أثناء لقائه مع نتنياهو وفي وقت لاحق في المؤتمر الصحفي، لا تترك مجالا للشك: ترامب يرأس معسكر داعمي حل الدولتين.
نقدم لكم ما ذكره في المؤتمر الصحفي: “أسمع طوال حياتي أن الصفقة بين إسرائيل والفلسطينيين هي الأصعب. أعتقد أننا سننجح في صنعها. في أحد اللقاءات اليوم، التقيت نتنياهو، الذي احترمه كثيرا، والذي حظيت على تعامل جيد منه، وشكرني على ما قمت به فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. سُئلت عن الموضوع وأجبت: “أعتقد أن حل الدولتين سيتحقق، وعلينا العمل على ذلك”.
تجدر الإشارة إلى أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يتوقعوا هذا التغيير المفاجئ في موقف ترامب. آمل نتنياهو أن يرتكز حديثه مع ترامب على الأزمة الروسية، الإيرانية، والسورية، وعلى الفلسطينيين الذين يتخذون خطوة حاسمة في البيت الأبيض ويحاولون تشكيل ائتلاف دولي ضد إسرائيل.
لكن ترامب تحدث عن الخطوات لعرض برنامج السلام، خلال شهرين حتى أربعة أشهر وفق أقواله (أي بعد الانتخاب النصفية الأمريكية). وفق ادعاءاته، يدعم معظم الإسرائيليين حل الدولتين.
تطرق ترامب إلى تصريحات الزعماء العرب، ومنهم الملك سلمان، التي تشير إلى أن حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يشكل عاملا رئيسيا في صنع السلام في الشرق الأوسط. تجدر الإشارة إلى أن السيناريو الذي عرضه ترامب، حتى إن لم يكن يدرك مضامينه تماما، يختلف كليا عن السيناريو الذي تعرضه الحكومة الإسرائيلية.
الأغرب في الأمر هو رد فعل الفلسطينيين. قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية، رياض المالكي، إن هذه الاقتراحات ليست كافية وإن السلطة الفلسطينية ستواصل مقاطعة ترامب. يقول الكثيرون، إن الفلسطينيين يفضلون التمسك بموقفهم المعروف، بدلا من استغلال الفرصة السياسية.