قررت القيادة العربية في إسرائيل، التي تقيم مراسم يوم النكبة سنويا، أن تدعو هذا العام نحو 25 ألف شخص، للمشاركة في التظاهرة والمسيرة، التي ستقام في موقع لتخليد ذكرى الضحايا، تابع للجيش الإسرائيلي ويقع بالقرب من القرى العربية المهجرة منذ حرب 1948.
ويعتبر الموقع لذكرى الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في آذار 1948 في البلدة التعاونية (كيبوتس) يحيعام في الجليل الغربي، إحدى المواقع لذكرى الضحايا الأشهر في تاريخ إسرائيل. إن “المعركة على يحيعام” (بلدة تبعد 12 كيلومترا عن مدينة نهاريا) تعتبر إحدى المعارك المريرة في حرب عام 1948 بالنسبة للإسرائيليين. إذ تفاجأ أثناء الحرب، 87 مقاتلا إسرائيليا كانوا في قافلة في طريقها لتزويد معدات إلى القرية التعاونية يحيعام، التي كانت تقع بعيدا بين القرى العربية في المنطقة، عند رؤية مقاتلين عرب كانوا قد اختبأوا وتسببوا في وفاة 46 مقاتلا.
والآن بعد مرور 70 عاما منذ تلك المعركة، بدأ يدور صراع مجددا، وهذه المرة صراع يخترق الوعي العام مجددا وربما يصبح صراعا قانونيا: فمن جهة هناك عائلات الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا والتي ترفض إقامة مراسم النكبة بالقرب من القرية التعاونية، ومن جهة أخرى هناك مواطنو إسرائيل العرب المعنيون بشكل خاص بإقامة المراسم المركزية للنكبة في المنطقة التي كانت فيها ذات مرة قرية عربية كبيرة وأصبحت مهجورة حاليا وهي قرية الكابري.
كانت “قافلة يحيعام” مزوّدة بمعدات حربية وخرجت بتاريخ 27 آذار عام 1948 في طريقها إلى القرية التعاونية يحيعام وتعرضت إلى كمين وهجوم من قبل مقاتلين عرب من القرى المجاورة لقرية كابري. قُتل أثناء الهجوم على القافلة 46 مقاتلا، كما ذُكر آنفًا، وتعتبر هذه الحادثة إحدى الهزائم اليهودية الصعبة التي حدثت أثناء حرب 1948.

في هذه الأثناء لا توافق الشرطة الإسرائيلية على إقامة تظاهرة النكبة في موقع ذكرى تخليد الضحايا. وأوضحت: “إن تأمين الحماية في تظاهرة من المتوقع أن يشارك فيها نحو 25 ألف مواطن تتطلب استعدادا خاصا من قبل الشرطة، ونحن لسنا قادرين على توفيرها حاليا. يؤسفنا قرار منظمي التظاهرة والتخطيط لإجرائها في يوم استقلال إسرائيل، الذي تُجرى فيه مئات الاحتفالات في أنحاء البلاد وفي الوقت الذي تستثمر فيه الشرطة موارد كثيرة لحماية المواطنين”.
وقال رئيس الجمعية للدفاع عن حقوق المهجرين، المحامي واكيم واكيم، ردا على ذلك أنه سيتوجه إلى محكمة العدل العليا في حال عدم المصادقة على التظاهرة. “ربما يعود هذا القرار إلى قرار سياسي” أضاف. “جرت كل تظاهرات النكبة في يوم الاستقلال، وماذا تغير هذا العام؟ نحن نجري التظاهرة في قرية كابري المهجرة ونتعهد بألا يحدث أي ضرر لموقع ذكرى الجنود “.
في هذه الأثناء، بات أبناء عائلات الضحايا غاضبين من قرار إجراء التظاهرة والمراسم الأساسية للنكبة تحديدا بالقرب من موقع إجراء ذكرى تخليد الضحايا ويخشون من تدنيس ذكرى المقاتلين الإسرائيليين.