توفي جنديّا الجيش الإسرائيلي أورون شاؤول وهدار غولدين في المعركة. هذا ما قرّره الجيش الإسرائيلي وهو المقبول على الحكومة الإسرائيلية، على أسرتيهما وعلى الشعب الإسرائيلي.
وكانت الخشية وقت حرب غزة في إسرائيل هو أنّ الاثنين ربّما يكونان مختطفين من قبل مقاتلي عزّ الدين القسّام، وربّما لا يزالان على قيد الحياة، ولكن في مرحلة مبكّرة جدّا قرّر الجيش الإسرائيلي قطع انتشار الشائعات، وأعلن: أنهما توفّيا.
وفي 20 تموز عام 2014، أصيب أورون شاؤول بإطلاق صاروخ مضادّ للدبابات أصاب المركبة العسكرية التي كان فيها، في حيّ الشجاعية في غزة. في البداية، عندما لم تكن أضرار القتال قد اتّضحت بعد، تمّ تعريف الجنود الستّة الذين كانوا في المركبة كشهداء، بينما تمّ تعريف شاؤل على أنه “غائب”.
وادّعت حماس أنّه محتجز لديها، ولكن حتى يومنا هذا لم تعرض دليلا قاطعا على ذلك. بعد أيام معدودة من المعركة أظهرت الفحوص أنّ شاؤول ليس حيّا، وتمّ الإعلان عنه أنه “شهيد لم يُعرف مكان دفنه”.
تلقّت أسرة أورون شاؤول هذا الخبر الصعب بلا حول ولا قوة، بل وأقامت جميع تقاليد الحداد في الديانة اليهودية، بما في ذلك أيام الحداد السبعة على القتيل. بعد ثلاثين يوما من وفاته، ذهب مئات الأشخاص إلى مراسم ذكرى شاؤول. وقالت والدته: “نحن نشعر بأنّ كلّ البلاد تحيط بنا، وهذا يعطينا قوّة للاستمرار قدمًا”.
ولم تنفِ إسرائيل أنّ هناك جهودا لإعادة جثّة أورون شاؤول لتُدفن في إسرائيل.
ولكنّ وسائل إعلام فلسطينية رفضت التخلّي عن هذا “الإنجاز” المتخيّل في اختطاف الجندي حيّا، وهو اختطاف لم يحدث في الواقع. قبل أيام قليلة نشرت وكالة الأنباء “صفا” العنوان الكاذب: “عائلة الجندي شاؤول أورون: ابننا خُطف في غزة ولم يُقتل”، وهو اقتباس محرّف لتصريحات قيلت في القناة الثانية الإسرائيلية.
هدار غولدين، هو ضابط برتبة ملازم أول في لواء جفعاتي الإسرائيلي، قُتل في القتال برفح في 1 آب 2014. وقد اشتُبه به هو أيضًا في البداية كجندي مختَطف، وفعّل الجيش الإسرائيلي قوة نيران كبيرة من أجل منع اختطافه، وخلال عدة ساعات وصلت شواهد كبيرة على أنّ غولدين ليس حيّا.
وقد اعترفت أسرته، مثل أسرة شاؤول، بحقيقة موته وقامت بنعيه. بقي سؤال المكان الذي تُحتجز فيه جثّة غولدين مفتوحًا، والتقدير هو أنّها لا تزال محتجزة بأيدي حماس.
ولكن تحقيقا نُشر في إسرائيل، هذا الأسبوع، جرّ المزيد من الأخبار الكاذبة وغير الدقيقة في الإعلام الفلسطيني. قرّر التحقيق الذي جرى من قبل لواء جفعاتي أنّ التقدير الأولي هو أنّ غولدين حيّ وتم أخذه إلى المستشفى في رفح. أي: هكذا اعتقد الإسرائيليون في البداية، حتى فهموا أنّ غولدين قد قُتل فعلا.
في موقع “دنيا الوطن” الفلسطيني تمّ تحريف الخبر تماما، ونُشر تحت العنوان الكاذب “اعتراف لأول مرة: هدار غولدين الجندي الذي أسرته المقاومة برفح حي يرزق”.
في تقرير يعتمد على تحريف التقرير الإسرائيلي قيل إنّ إسرائيل ما زالت تعتقد، كما كان الاعتقاد وقت الاختطاف، بأنّ غولدين اختُطف حيّا وتم أخذه إلى المستشفى في رفح. في الواقع، فإنّ ما نشرته “دنيا الوطن” هو كاذب تماما.
فمن الواضح أنّ شاؤول وغولدين قد قُتلا في المعركة. والسؤال الوحيد هو هل تختار وسائل الإعلام الفلسطينية تحريف الأخبار عمدًا، أم إنّها تقوم بذلك من باب الإهمال والغباء.