نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية صباحَ اليوم أنّ إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة درس فكرة مفادها نقل أراضٍ إلى الفلسطينيين في منطقة المثلّث شرق السهل الساحلي، حيث يسكن نحو 300 ألف عربيّ إسرائيليّ. وسيتمّ النقل كتعويضٍ عن بقاء الكُتل الاستيطانية تحت سيطرة إسرائيل، في إطار تبادُل الأراضي بين الجانبَين.
وقد أكّد مصدران إسرائيليان صحّة هذه الأقوال. وسيحلّ هذا الاقتراح، وفق المصدرَين، مسألتَي تبادل الأراضي والحفاظ على الطابع اليهوديّ لدولة إسرائيل.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة قُبيل زيارة الوزير كيري إنّ طاقمه يسعى حتّى اللحظة الأخيرة لبلورة وثيقة المبادئ التي سيقدّمها للجانبَين. حسب قولهم، يحاول مبعوثو كيري تقليص عدد تحفّظات الجانبَين، التي ستدخل الوثيقةَ نفسها كما يبدو.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الليلة الماضية في بيان موجز للصحفيين إنّ وزير الخارجية كيري سيسعى في جولته العاشرة إلى المنطقة لإقناع إسرائيل والفلسطينيين بالموافقة على مبادئ الاتّفاق الدائم، لكنه لا يتوقّع “اختراقًا كبيرًا”. فحسب المسؤول، سيعرض كيري على الجانبَين أفكارًا حول كيفيّة سدّ الفجوات بينهما، لكنّه لَن يطلُب منهما التوقيع على الوثيقة أو حتّى الردّ عليها بشكلٍ نهائيّ.
وذكر المسؤول الأمريكيّ أنّ الوثيقة تُعنى بكلّ المسائل الجوهريّة للاتّفاق الدائم، بما فيها الحدود، الأمن، القدس، واللاجئون. وقال أيضًا إنه إذا وافق الجانبان على قبول الوثيقة، فقد لا يُعلَن ذلك علنًا لمنع ضغوط سياسيّة على القادة في الجانبَين. وشدّد المسؤول أنّ الحديث ليس عن اتّفاق مرحلي، بل عن محاولة لرسم الهدف النهائيّ للمفاوضات. وقال أيضًا إنّ الولايات المتحدة لن تفرض البرنامج على الجانبَين.
في هذه الأثناء، أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن) أمس أنه سيصرّ على وقف البناء في المستوطَنات، التي سمّاها “سرطانًا”، بشكلٍ خاصّ في القُدس الشرقيّة. وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ويومًا واحدًا بعد الاحتفالات بتحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيليّة، أوضح أبو مازن أنّ القيادة لن تتهاون في شأن البِناء في المستوطَنات، وستستخدم حقوقها كدولة مراقِبة في الأمم المتحدة لوقفه.
أمّا في الجانب الإسرائيليّ، فقد قدّر مصدر مسؤول أنه قد لا تكون إطلاقًا دفعة رابعة من إطلاق سراح الأسرى لأنّ الأمر “استنفد نفسه” حسب قوله، ويُثير صعوبات سياسيّة كبيرة في الحُكومة. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من إطلاق سراح 26 أسيرًا فلسطينيًّا إضافيًّا من السجون الإسرائيلية، قد انتقد التحرير والاحتفالات التي أعقبته في الأراضي الفلسطينية. فقد قال: “القتَلة ليسوا أبطالًا، ما هكذا تجري التربية على السلام، وما هكذا يُصنَع السلام”.
وتبيّن من استطلاعٍ أجراه معهد ترومان لأبحاث تقدّم السلام في الجامعة العبرية، والبروفسور خليل شقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة في رام الله، أنّه لا تزال هناك أكثرية في كلا الجانبَين تدعم حلّ إنشاء دولة فلسطينيّة إلى جانب دولة إسرائيل – 63% لدى الإسرائيليين و53% لدى الفلسطينيّين.
وأظهر الاستطلاع أيضًا أنّ ثمة انخفاضًا في استعداد الإسرائيليين والفلسطينيين للخضوع للضغوط الأمريكية.