سيُرى الليلة مطر نيزكي غني خصوصًا في سماء المنطقة. المشهد، الذي يُدعى بلغة أهل العلم “مطر شهب البرشاويات” على اسم كوكبة برشاوس (حامل رأس الغول)، هو أحد الأمطار النيزكية الأكثر شعبية، ويُتوقع أن يشمل عشرات النيازك في الساعة، وأكثر من مئة وقت الذروة. وسيكون القمر قريبًا من مولده ويُرى كهلال صغير، يغيب قرابة الساعة العاشرة والنصف. بما أنّ النيازك تجتاز السماء بسرعة، وبالإمكان مشاهدتها على مساحة واسعة، فإنّ الأداة الأفضل لرؤيتها هي العينان. لن يفيد المنظار أو المقراب (التلسكوب) في هذه الحالة.
وقال ستيفان كوهين، هاوي علم فلك، لـ “المصدر”: “لا أنوي تفويت هذا، آمل أن تتوفر لنا ظروف جيدة للمشاهدة: سماء صافية وهواء جاف. عندما يكون هناك مطر قوي، فهذا مشهد جميل ومؤثر جدًّا. لكن من أجل التمتع بذلك، عليك الذهاب إلى مكان مظلم جدًّا، بعيد عن المدن الكبرى”. في إسرائيل، الأماكن الموصى بها هي بشكل خاص الصحراء، مرصد النجوم في منطقة جرن رامون، وجبل الجلبواع شماليّ البلاد.
“يُستحسَن أخذ حقيبة نوم أو فرشة والاستلقاء على الظهر، حتى لا يتشنج العنق. ننظر إلى أعلى باتجاه نقاط انتشار المطر. اليوم، يجدر النظر باتجاه الشمال، إلى منطقة مجموعة نجوم برشاوس.
وتحمل مجموعة النجوم اسم البطل اليوناني الأسطوري، الذي يقبض على رأس الميدوسا التي قتلها. وقد تم تعريف المجموعة من قبل عالم الفلك اليوناني الشهير بتوليماوس. والنجمان المركزيان في مجموعة النجوم هما “المرفق” أو “الجانب”، نجم كبير ساطع باللون الأصفر، و”الغول”، ذو اللمعان الأزرق، والذي يحمل اسم الغول (الميدوسا) الذي يكوّن شكله. تحمل معظم نجوم المجموعة أسماء عربية، منحها إياها علماء الفلك العرب المشهورون في القرون الوسطى. ومن المعلوم أنّ نجم “الغول” شاهده قبل ذلك علماء فلك عبريون ودعوه “رأس الشيطان”.
مصدر النيازك هو المذنبات، أجسام جليدية هائلة تحيط بالشمس، ويتقاطع مسارها أحيانًا مع مسار الأرض. عندما يقترب المذنّب من الشمس، يسخن ويمرّ الجليد بعملية فيزيائية تؤدي إلى انتشار الغازات التي يتضمنها المذنّب. تخرج الغازات من المذنّب عبر تصدّعات في الغلاف، وتطير خارجًا مع جزيئات غبار تبقى لتحيط بالشمس في المسار الأصلي للمذنّب. عندما تتقاطع الكرة الأرضية مع مسار جزيئات الغبار، تدخل الأخيرة الكرة الأرضية، ويُشاهَد المطر النيزكي. تُدعى النيازك، التي تُرى كنقاط ضوء تجتاز السماء باتجاه الأرض، “نجومًا ساقطة” في اللغة الشعبية. ويؤمن البعض أنّ الأمنية التي يتمنونها لحظة سقوط نجم ستتحقق. سواء صحّ ذلك أم لا، فنحن نوصي بشدة بالابتعاد قليلًا عن صخب المدينة هذه الليلة وبعدم تفويت المنظر المدهِش.