مصر وقطر، دولتان في الشرق الأوسط تواجهان توترا غير قليل بينهما، وهما على وشك المصالحة وإعادة العلاقات بينهما لطبيعتها. هذا ما يذكره موقع الوطن.
وينضمّ ما نشره “الوطن” إلى أخبار أخرى في الأسبوع الأخير، والتي تبشّر بتحسّن العلاقات بين قطر وعدة بلدان في الشرق الأوسط، والتي قررت إعادة بناء علاقاتها مع قطر، وربما يرجع ذلك إلى الرغبة في توحيد القوات ضدّ الدولة الإسلامية (داعش).
وكجزء من تحسّن العلاقات، أعلنت البحرين، السعودية والإمارات العربية المتحدة في يوم الأحد الماضي بأنّها تنوي إعادة سفرائها إلى الدوحة. بعد يومين من ذلك، أعلنت مصر عن بداية تضامن عربيّ. “نحن ننظر للأمام إلى عهد جديد، يمكنه أن يبعث الأمل والتفاؤل للجموع” هذا ما أصدره مكتب السيسي.
ولكن، حتى لو كان يبدو أنّ مصر وقطر في طريقهما إلى المصالحة، فهناك طريق آخر للتوصل إلى هذه المصالحة. وفقا لما نشره “الوطن”، فقد أرسلت مصر إلى قطر قائمة من شروط المصالحة، تتخلّلها الشروط التالية: بداية، على قطر أن تعترف بشرعية عزل مرسي وشرعية حكم السيسي، والذي لم تعترف قطر به بشكل رسميّ. وسيكون على قطر لاحقا أن تسلّم مطلوبي “الإخوان المسلمون” الذين حصلوا على اللجوء في الدوحة، بالإضافة إلى التوقّف تمامًا عن دعم “الإخوان المسلمون” وكل المجموعات التابعة للتنظيم. وفي النهاية، تطلب مصر إيقاف هجمات قناة الجزيرة، التي تملكها قطر، ضدّ مصر.
ووفقا للتقرير، فقد أرسلت مصر القائمة إلى السعودية والإمارات، اللتان وثّق السيسي علاقاته معهما منذ تولّيه للمنصب. شكّلت السعودية والإمارات لجنة لدراسة مواقف وخطوات قطر فيما يتعلق بالمطالب المصرية المتعلقة بقناة الجزيرة. ووفقا للتقرير، فقد أعلنت قطر عن إقامة آليات جديدة للتعامل مع وسائل الإعلام، ومن بين ما ستدرسه الهجمات على مصر.
وفي النهاية، جاء في التقرير أنّ “الإخوان المسلمون” قد “صُدموا” عندما علموا بمطالب مصر، وهم يعتقدون أنّه فيما لو قبلت قطر تسوية كهذه، فإنّ ذلك سيكون صعبًا على “الإخوان المسلمون”.

تدهورت العلاقات بين مصر وقطر بشدّة منذ عزل الرئيس المصري السابق التابع للإخوان المسلمين، محمد مرسي، ليحلّ مكانه الرئيس المصري الحالي عبد الفتّاح السيسي. قطر – التي لديها علاقات جيّدة مع “الإخوان المسلمون” وتقدّم ملجأ للكثيرين من أعضائهم – لم تعترف إطلاقًا بعزل مرسي وبالانتخابات التي فاز فيها السيسي.
وقد وصل التوتّر بين قطر ودول الشرق الأوسط إلى ذروته في شهر آذار، عندما أعلنت بعض الدول العربيّة بأنّها ستسحب سفراءها من قطر، بمثابة احتجاج على دعم قطر للتنظيمات المتطرفة و”الإخوان المسلمون”، وزعمت أنّ قطر تحاول بواسطة تلك التنظيمات أن تقوّض سلطاتها.