شارك منذ ظهر اليوم وحتى ساعات الليل المتأخرة، في شوارع مدينة القدس، نحو 5000 شخص في مسيرة “الفخر” الخاصة بمجتمع المثليين في إسرائيل، وسط حراسة شديدة من قبل قوات الأمن. ورفع المشاركون، ممثلو المثليين وأناصرهم، راياتهم المميّزة، والتي تتألف من ألوان قوس القزح، مطالبين بمساواة حقوقهم وحرياتهم، لا سيما في مدينة القدس التي تتشدّد دينيا في الآونة الأخيرة، حسب كثريين في إسرائيل.
وظهر بين المشاركين في المسيرة، سياسيون إسرائيليون وشخصيات معروفة في إسرائيل، يؤيدون المساواة في حقوق المثليين في المجتمع الإسرائيلي، وعلى رأسهم رئيسة المعارضة في إسرائيل وزعيمة حزب العمل، شيلي يحيموفتش، وزعيمة حزب “ميرتس”، زهافا غلؤون، ووزيرة الصحة من حزب “يش عتيد” ياعيل غارمن.
وقالت مديرة منظمة “البيت المفتوح“، وهي منظمة خاصة بالمجتمع المثلي في القدس، إيلينور سيدي، إن “مسيرة الفخر تقام هذه السنة تحت شعار “نطالب بالتغيير””، وأضافت أن الكنيست، السلطة المشرّعة في إسرائيل ، لم تفعل الكثير حتى اليوم من أجل ترسيخ حقوق المثليين وحرياتهم في القانون، قائلة “امتحان الكنيست الحقيقي سيكون من خلال التشريع وليس التصريحات”.
وأوضحت سيدي أن السلطة القضائية في إسرائيل، ولا سيما محكمة العدل العليا، هي السلطة التي دافعت حتى اليوم عن المثليين وحقوقهم في المجتمع الإسرائيلي.
يذكر أن إسرائيل تحتضن كل سنة واحدا من أكبر المهرجانات وأكثرها صخبا في العالم الخاص بالمجتمع المثلي، في مدينة تل أبيب، حيث يقصدها آلاف الأشخاص من العالم للمشاركة فيه. وثمة من يقول في إسرائيل إن مسيرة الفخر في تل أبيب هي شهادة واضحة على علمانية المجتمع الإسرائيلي ومقياسا لتسامحه، إلا أن آخرين يدّعون أن الاختبار الحقيقي لعلمانية المجتمع الإسرائيلي يكون في القدس، وليس في تل أبيب، حيث رسخت، أي في تل أبيب، قيم التعددية واحترام حقوق الفرد.
وتشديد الحراسة، بحيث يأمّن المشاركين في المسيرة في القدس مئات عناصر الشرطة، علامة للمخاطر التي يتعرض لها ممثلو المثليين في هذه المدينة من قبل الحاريديم وفئات يمينية متطرفة أخرى. ويذكر في هذا السياق، أنه في عام 2005، في أوج المسيرة التي انطلقت في القدس، طعن شخص من فئة الحاريديم ثلاثة مشاركين في المسيرة، وحكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بالسجن 12 عاما لضلوعه في هذا العمل الإجرامي.
وتثير المسيرة في القدس، كما في سنوات مضت، ردود أفعال قاسية من قبل نشطاء اليمين المتطرف في إسرائيل، والذين يحتجون ضد هذه المسيرة بحجة أنها تمس بروحانية مدينة القدس المقدسة. وحتى أن الناشط المتطرف باروخ مارزيل يصفها ب “البلطجية”، متوعدا أنه وجماعته سيردون على هذه المسيرة بطرق لم يفصلها للإعلام الإسرائيلي.
واحتجاجا على المسيرة الحالية، اجتمع عشرات المتظاهرين من فئة “الحاريديم” فيما يطلقون عليه “مسيرة الرذيلة”، في إشارة إلى مسيرة “الفخر”، معتبرين المسيرة استفزازا لقدسية المدينة المقدسة.