يعيش أكثر من 130 ألف عربي- مسيحي في إسرائيل، ويبلغ متوسط احتمال التجنيد السنوي لدى هذه الشريحة السكانية 1,400 متجنّد في السنة. ومع ذلك، فحتى قبل ثلاث سنوات كان يتجنّد كل عام عشرات الشبان فقط للخدمة العسكرية. وعلى ضوء الجهود المكثّفة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، جنبًا إلى جنب وبدعم كهنة الطائفة، طرأ ارتفاع على عدد المتجنّدين. تقدّر وزارة الدفاع الإسرائيلية أنّه في سنة التجنيد القريبة سيتجنّد أكثر من 200 شاب من العرب-المسيحيين في إسرائيل، وهو عدد غير مسبوق.
ولكن ماذا عن الشبان المسلمين؟ ظاهريا، يدور الحديث عن عدد قليل من الشبان المسلمين الذين يقرّرون قررا مستقلا التوجه إلى مكاتب التجنيد والانضمام أثناء التجنيد العام إلى صفوف الجيش الإسرائيلي.
تتراوح المعضلة الكبرى التي يواجهها هؤلاء الشبان بين رفض المجتمع المسلم القريب منهم عند اتخاذهم قرار الالتحاق في صفوف الجيش الإسرائيلي وبين النبذ الاجتماعي وصعوبات التكيّف في الجيش.
علينا أن نتذكر أنّه في كل عام يتجنّد نحو ألف مسلم في صفوف الجيش الإسرائيلي. هذا العدد كبير بشكل خاص بسبب تجنّد البدو في الشمال والجنوب. عدد الشبان المسلمين الذين ليسوا بدوا في صفوف الجيش الإسرائيلي هو صغير نسبيا، وعدد هؤلاء الذين يخدمون في الوحدات القتاليّة أصغر من ذلك.
بثّت القناة الثانية، أمس (الاثنين)، في نشرتها الإخبارية قصة مقاتلة مسلمة عربية في الثامنة عشرة من عمرها قررت التجنّد للجيش بشكل مخالف تماما لنصيحة عائلتها الموسعة وأصدقائها.
طلبت والدة الشابة المسلمة عدم الكشف عن وجه ابنتها أمام الكاميرات خوفا من اعتداءات الجيران والمجتمع على ابنتها، ولكن الجندية، التي تم إخفاء اسمها أيضا، لم تتردّد في الإجابة عن سؤال مجرية المقابلة وقالت إنّها فخورة بأن تكون الأولى في أسرتها في الجيش الإسرائيلي وأن تؤدي دورا قتاليًّا أيضا.
أنهت “ع” منذ وقت قريب دورة تدريبية في كتيبة “بردلاس” (الفهد)، وهي كتيبة مختلطة من المقاتلين والمقاتلات. في البداية، خجلت أن تقول لأصدقائها في الدورة التدريبية أنّها عربية ولكن بعد ذلك باحت عن سرّها وفوجئ الأصدقاء من قدراتها اللغوية ورويدا رويدا بدأوا يقبلونها في الكتيبة.
وفور انتهاء الدورة، وصلت مرحلة أداء قسم اليمين للجيش الإسرائيلي، عندها أقسمت “ع” يمين الولاء للجيش الإسرائيلي بينما وُضع القرآن إلى جانب عشرات كتب التوراة، والسلاح.