وقّع أكثر من 20 مستوطنا معروفين ومشهورين في مجتمعهم، ومن بينهم حاخامات، شعراء وأكاديميّون، على رسالة هي الأولى من نوعها إلى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، مطالبين إياه بإعادة جثة الشاب الفلسطيني خالد البحر إلى أسرته. فقد قُتل البحر قبل نحو شهر خلال حادثة إلقاء حجارة على قوات الجيش الإسرائيلي، وظروف وفاته ما زالت قيد التحقيق في الجيش الإسرائيلي.
يشير المستوطِنون في الرسالة إلى أنّ أسرة البحر لم تستلم جثّته ولم تدفنها بعد. تعيش الأسرة في قرية بيت أمر المجاورة لمستوطنات “جوش عتصيون”، التي يعيش فيها المبادرون إلى الرسالة والموقعون عليها. “إنّ احتجاز الجثة بين أيدي القوى الأمنية يثير النفوس في المنطقة ويهيّجها، على حد علمنا ليست هناك أهمية لاحتجاز الجثة للتحقيق في الحادثة”، كما كتب المستوطنون.
وأشار المستوطنون في رسالتهم أيضًا إلى أهمية أخلاقية – عالمية، إلى جانب أهمية دينية، يستند إليها طلبهم لإعادة جثة البحر إلى أسرته. ” لا يمكن أن نوافق بصفتنا مؤمنين على احتجاز الجثة بين أيدي القوى الأمنية. تؤكد التوراة أنّ كل إنسان خُلق “على صورة الله”، وبناء على ذلك يجب احترام الجثة وإحضارها للدفن. [الوصية من التوراة] هي عبارة عن الالتزام الإنساني لقيمة كرامة الإنسان في حياته وموته على حد سواء، ويجب أن يكون هذا التزامنا والتزام جيراننا أيضا”.
وقال كاتبو الرسالة إنّه تربطهم علاقات قريبة مع الكثير من سكان المنطقة، وبناء على ذلك يشعرون أنّ الحدث المأساوي “يعكّر نسيج الحياة في المنطقة كلها ويهددها”.
وجاء في الرسالة أنّ هناك شكّ إذا كان البحر قد شارك أصلا في إلقاء الحجارة، لأنه ربما كان في المكان صدفة. ولكن أكد المستوطنون أنّه “حتى إذا شارك البحر في إلقاء الحجارة، لا داعي للتعامل السيء مع أسرته التي ترغب في إعلان الحداد عليه”.
واختُتم المستوطنون الرسالة بالكلمات التالية “نحن ندعوك [الوزير ليبرمان] إلى إطلاق سراح الجثّة فورا للدفن، وتهدئة منطقتنا المتوترة على أي حال قليلا”، وفي اقتباس من التوراة: “فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا ” (سفر التثنية، الإصحاح الـ 21، 23).
توضيح: المصطلح اليهودي “بتسيلم إلوهيم”، مأخوذ من سفر التكوين، الإصحاح الأول، الآية 27 (فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه)، وهو يطابق الحديث: “خلق الله آدم على صورته”.