في الفترة الأخيرة، اشترطت عائلة يهودية من سويسرا، تتبرع منذ سنوات من أجل تطوير القيادة لدى الأطباء الشبان والمتفوقين في إسرائيل، ألا تحظى طبيبة عربية بتبرعاتها التي تقدمها هذه السنة إلى مستشفى “شيبا” الإسرائيلي.
كان من المفترض استثمار التبرع السخي بمبلغ خمسة ملايين شاقل (نحو 1.4 مليون دولار)، في برنامج “تلبيوت” وهو برنامج مرموق يعمل منذ 13 عاما في مستشفى “شيبا”. يهدف البرنامج إلى تطوير قيادة جديدة من الأطباء الإسرائيليين، وفي إطاره يتم اختيار عدد من الأطباء الشبان المتفوقين، للحصول على تبرع مالي حجمة آلاف الدولارات، لتمويل الأبحاث، الدورات الاستكمالية والمنشورات العلمية. تختار لجنة خاصة من المستشفى من بين 100 طبيب ما معدله 8 حتى 10 أطباء للحصول على جائزة مالية.
منذ سنوات، تتبرع عائلة ناجية من الهولوكوست من سويسرا، بشكل خاص لبرنامج “تلبيوت” بمبلغ 5 ملايين شاقل على الأقل، لدفع الجيل القادم من الأطباء قدما. ولكن بعد سنوات كثيرة نجح فيها المستشفى في إدارة البرنامج وكانت اللجنة المسؤولة عن توزيع الجوائز والعائلة المتبرعة راضيين عنه، طرأت أزمة مؤخرا بين كلا الجانبين.
قبل عدة أيام، أعلنت لجنة المستشفى أن هناك عشرة الفائزين هذا العام ومن بينهم طبيبة عربية خبيرة بطب المسالك البولية. يجري الحديث عن طبيبة ناجحة ومجتهدة، تشارك في إجراء أبحاث سريرية كثيرة، كتبت عددا من المقالات وعرضت أبحاثها في مؤتمرات دولية. تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تُختار فيها طبيبة عربية للحصول على جائزة ضمن هذا المشروع.
ولكن اختيار طبيبة عربية للحصول على الجائزة لم يحظ بإعجاب العائلة السويسرية المتبرعة، لهذا فور الإعلان عن الفائزين أعلنت العائلة عن إلغاء تبرعاتها، مدعية أنها لا تنوي التبرع للأطباء من غير اليهود، وأنها ستلغي التبرعات للأطباء الآخرين إلا إذا حذف المستشفى اسم الطبيبة العربية من قائمة الفائزين.
ولكن إدارة المستشفى قررت العمل وفق قييمها الهامة رافضة التراجع عن اختيارها للطبيبة العربية ساعية للعمل ضد العنصرية. قالت جهات مسؤولة في المستشفى إن مدير المستشفى، البروفيسور يتسحاق كرايس، قرر التمسك بقراره بشأن اختيار الطبيبة العربية للفوز بالجائزة، حتى وإذا أدى هذا القرار إلى خسارة التبرعات السخية. دعم البروفيسور كرايس قرار اللجنة المسؤولة عن توزيع الجوائز حاصلا على تمويل آخر للمشروع الناجح.