تتصدّر المخاوف من ازدياد الدعوات الدولية لفرض مقاطعة تجارية ودبلوماسية على إسرائيل جدول أعمال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وقد وعد في نقاش أجراه في نهاية الأسبوع بتخصيص 100 مليون شاقل “لمحاربة المقاطعة”، بينما قدّر وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد أردان بأنّه بمساعدة تمويل اليهود في جميع أنحاء العالم يمكن مضاعفة هذه الميزانية ثلاث مرات.
انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، خلال نهاية الأسبوع، بكثافة بتصريحات المدير العامّ لشركة أورانج، ستيفن ريشار، على كونه كان سعيدا بالقضاء على أعمال الشركة في إسرائيل. اعتذر ريشار بشكل علني على تصريحاته، وقال إنّه “يحب إسرائيل”، وإنّه لا يعتزم الإضرار بالعلاقات التجارية معها.
ورغم اعتذار ريشار، تخشى إسرائيل بأنّ تتزايد فقط الضغوط على شركات دولية أخرى، وبأنّ شركة أورانج هي فقط الشركة الأولى في موجة التهديدات بالمقاطعة. والشعور في إسرائيل هو أنّ المخاوف من مقاطعات دولية قد وصلت إلى ذروتها. ويعود الانشغال المكثّف بموضوع مقاطعة إسرائيل كما يبدو إلى حملة بادرت إليها الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت” من أجل زيادة الوعي حول الموضوع.
الصحفي دان مرجليت: “يجب على الحكومة أن تُظهر مرونة من أجل تحقيق استقرار الوضع السياسي. يفهم نتنياهو ذلك ولكنه لا يجرؤ أن يعود إلى رشده”
وقد أقام المليونير اليهودي – الأمريكي شيلدون أديلسون وزوجته مريم في نهاية الأسبوع مؤتمرا في لاس فيغاس جمع عشرات المنظمات اليهودية وتقرّر فيه التعاون من أجل الدفاع عن إسرائيل ضدّ التهديدات بالمقاطعة. ويُعرف أديلسون بكونه راعيا لبنيامين نتنياهو ولمسؤولين كبار في الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة. وقد شارك في المؤتمر أيضًا الميلونير الإسرائيلي – الأمريكي حاييم سابان، المتعاطف تحديدا مع الحزب الديمقراطي ويُعتبر خصم أديلسون.
ولكن هناك انتقادات كبيرة في إسرائيل ضدّ نتنياهو على طبيعة معالجته لظاهرة المقاطعة التي تزداد حدّة. وقد أوضح الصحفي دان مرجليت، الذي نادرا ما ينتقد نتنياهو، بأنّ موقف نتنياهو تجاه المفاوضات مع الفلسطينيين فاقم المأزق الدبلوماسي لإسرائيل.
وقد نُشر اليوم في صحيفة “هآرتس” على هذه الخلفية بأنّ إسرائيل تدير نضالا دبلوماسيّا لكبح قرار الاتحاد الأوروبي بوضع إشارة على المنتجات القادمة من المستوطنات. وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إنّ إسرائيل “بحاجة لمعجرة” من أجل تجنّب أي ضرر دبلوماسيّ في هذه القضية.وغرّد مرجليت في حسابه على تويتر قائلا: “أصحاب المقاطعة معادون للسامية، ولكن مئات الملايين في العالم ينتظرون من إسرائيل إظهار الاهتمام بالعملية السياسية، والحكومة الإسرائيلية تعترض وتؤدي إلى إثارة نشطاء المقاطعة”. وغرّد مرجليت اليوم قائلا: “يجب على الحكومة أن تُظهر مرونة من أجل تحقيق استقرار الوضع السياسي. يفهم نتنياهو ذلك ولكنه لا يجرؤ أن يعود إلى رشده”.