عام 1990، قبل اندلاع حرب الخليج، كان محمد علي قد أصبح ما بعد ذروة حياته المهنية المثيرة للإعجاب بكثير، وكان قد بدأ مرض باركنسون يؤثر فيه. ولكن ذلك لم يمنعه من الدخول إلى الساحة التي أخفق فيها كبار الساسة الأمريكيين – كان قد سافر إلى العراق ليلتقي بنفسه بصدام حسين.
في اللقاء بينهما، طلب علي طلبا واضحا من صدام حسين – أطلق سراح الرهائن الأمريكيين الأسرى المحتجزين لديك. لم يكن هناك احتمال كبير أن يوافق صدام ببساطة على طلبه، ولكن انتهز علي سمعته، صحته، وثقته الذاتية وكان مقتنعا جدا أنّه سينجح حيث فشل الجميع. لذلك التقى مرة أخرى مع صدام، رغم أن المرض صعّب عليه الكلام بشكل واضح، وبعد مرور ستّة أسابيع غادر العراق، ولكنه لم يعد إلى الولايات المتحدة خالي الوفاض. فقد نجح في تحرير 15 من الرهائن الأمريكيين والذين غادروا معه.
https://www.youtube.com/watch?v=NVeWKvpDeaA
لم يحظَ علي بدعم رؤساء الإدارة الأمريكية عندما أراد أن يمثّلهم، بل إن الأمريكيين رفضوا أن ينادوه بالاسم الذي اعتمده بعد أن اعتنق الإسلام، لأنهم ظنّوا أنّه سيكون من الخطأ الالتقاء بصدام، وافترضوا أنّ طلباتهم ستُرفض والفخر الأمريكي سيُداس. وكما كانوا لا يزالون يذكرون أن علي قد رفض المشاركة في حرب فيتنام، لذلك حُظر عليه اللعب في حلبة الملاكمة وسُلب منه لقب بطل العالم. “لماذا سأسافر عشرة آلاف ميل من أجل إسقاط القنابل على أشخاص سُمر، حيث إنّ إخوتي السود لا يحظون بأدنى حقوق الإنسان؟ أنا لست على خلاف مع أي فيتنامي، لم يناديني أي منهم نيجر (أسود)” هكذا احتج ضدّ الأمريكيين البيض، ومثّل إلهاما لنشطاء آخرين من أجل حقوق السود في أمريكا، ومن بينهم أيضًا مارتن لوثر كينغ.
ورغم أن علي فاز ثلاث مرات بلقب بطل العالم في الملاكمة، ولكن يبدو أنّ ذلك ليس هو الذي جعله أسطورة في حياته. لقد جعلته اللكمات في حلبة الملاكمة بطلا، ولكن الخطّ المستقل وغير المؤسسي الخاص به هو الذي جعله شخصية محبوبة أكثر من كل رياضي آخر في القرن العشرين.