يجري ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، والرجل الأقوى في السعودية حسب مراقبين، محمد بن سلمان، زيارة خاصة للولايات المتحدة، اجتمع خلالها أمس الاثنين، مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ومن المتوقع أن يجتمع مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في وقت لاحق. ومن الملفت أن بن سلمان ظهر في واشنطن ببدلة رسمية وليس بالزي السعودي التقليدي كما هو معتاد.
وقال مراقبون إن اختيار الأمير السعودي هذا الباس يتعلق بالأحداث الأخيرة التي هزّت الولايات المتحدة، ووصفت بأنها المجزرة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، وفي مركزها شاب أمريكي من أصل أفغاني، كان قد أعلن ولاءه لتنظيم الدولة في مكالمة أجرها خلال المجزرة التي نفذها في ملهى في أورلاندو، وأسفرت عن مقتل 55 أمريكيا وإصابة العشرات. ونُشر بعدها أن الشاب، عمر متين، زار السعودية في الماضي لأداء مناسك العمرة.
وتواجه علاقات البلدين، إضافة إلى الوقت الدقيق للزيارة، ورغم المصافحات والابتسامات التي يبثها الجانبان، خلافات عديدة، أبرزها انحياز الولايات المتحدة لمصالح إيران بعد إتمام الاتفاق النووي مع الدولة التي تقض مضجع الحكام في السعودية، وأخيرا مشروع القانون الأمريكي الذي تم المصادقة عليه في بيت الشيوخ ويربط بين السعودية وهجمات 11 سبتمبر.
ويتوقع أن يناقش الطرفان خلال زيارة الأمير السعودي مستجدات القضايا الملحة في المنطقة، أبرزها الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والحرب الأهلية في سوريا، وكذلك تهديد المنظمات الإرهابية في المنطقة والعالم.
وفي سياق متصل بالسعودية، كان المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس، تسفي برئيل، قد كتب أن السعودية تحقق إنجازات في الساحة الدولية، إلا أنها تخفق في صراعاتها “البيتية”، أي في الشرق الأوسط.
وأشار المحلل إلى أن انجازات السعودية الأخيرة في الساحة الدولية – حذف اسم التحالف العسكري بقيادتها في اليمن، من القائمة السوداء للجهات التي تنتهك حقوق الأولاد، وتغيير صيغة مشروع قانون أمريكي يحملها مسؤولية أحداث 11 سبتمبر – لا يمكنها أن تلغي إخفاقاتها في المنطقة.
وتابع المحلل أن هذه الإخفاقات تتمثل في الصراعات التي تديرها السعودية، أو تساهم بها في شكل غير مباشر، بدءا من التورط في الحرب في اليمن، وبقاء حكم الأسد رغم المحاولات السعودية للتخلص منه، وزيادة نفوذ إيران في المنطقة في أعقاب إنجاز الاتفاق النووي مع الدول العظمى.