“إسرائيل تورطت مع الروس، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك سلبا على حرية العمل الاستراتيجي الذي مارسته بارتياح حتى اليوم في الجبهة الشمالية” كتب محلل صحيفة “هآرتس” للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، عن انعكاسات إسقاط الطائرة الروسية على يد السوريين بعد هجوم إسرائيلي في سوريا. ومثل هرئيل، كتب المحللون الإسرائيليون أن إسرائيل ستدفع حتما ثمن “المأساة” الروسية في سوريا.
فكتب محلل صحيفة “يديعوت أحرونوت” للشؤون العسكرية، ألكس فيشمان: “إسرائيل ستكون مجبرة من اليوم فصاعدا ملائمة نشاطاتها في سوريا للمصالح الروسية”. وأضاف “إسرائيل من ناحية الروس، استخدمت مسارا جويا روسيا في سماء سوريا في مراوغة من أجل شن هجمة وكذلك لم تمنح الروس وقتا كافيا لإخلاء الجو مكتفية بإبلاغهم قبل دقيقة من العملية وهذا يفسر الاتهام الروسي لإسرائيل الذي صدر عن وزارة الدفاع الروسية قبل أن يقرر بوتين تبريد التوتر وتحدث عن “سلسة أخطاء مأساوية” وأن الجيش السوري هو من أسقط الطائرة”. “روسيا تدرك الآن أن بمقدورها كسب إنجازات سياسية ضد إسرائيل” حسب فيشمان.
وكتب محلل صحيفة هآرتس أن الخيارات أمام روسيا في الرد على الحادثة عديدة، ومنها مطالبة إسرائيل إبلاغ القوات الروسية عن العمليات في سوريا مسبقا ومنح الروس وقتا أكثر من دقيقة، وإغلاق مناطق جوية في سوريا حيث تقع المعسكرات الروسية، وكذلك تزويد الجيش السوري بمنظومات دفاعية أكثر تطورا، الأمر الذي سيعقد العمليات الإسرائيلية في سوريا.
وأشار هرئيل إلى أن الجيش الإسرائيلي كان أعلن قبل مدة أن قواته شنت نحو 200 هجمة في سوريا خلال عام 2017، وتساءل المحلل: كيف مرت كل هذه الهجمات “على خير” مع العلم أن أطرافا عديدة تنشط في سوريا؟ مشددا على أن الوضع سيتغير هذا العام بعد الحادثة المذكورة.
وكتب المحلل الإسرائيلي أن إيران ستستغل أي تهدئة في الجو من جانب إسرائيل لنقل الأسلحة لحزب الله ولتعزيز قبضتها العسكرية في سوريا. أما عن الرد الروسي فذكّر هرئيل أن تركيا كانت تعرضت لهجمات سايبر مجهولة بعد الآزمة التي نشبت مع روسيا في أعقاب إسقاط طائرة “سوخوي” روسية دخلت المجال الجوي التركي، فقال “يجب على نظام دفاع السايبر الإسرائيلي أن يكون يقظا هذه الفترة”.