رغم تواصل أحداث العنف والمواجهات بين مجموعات من الشباب الفلسطيني وقوات الأمن الإسرائيلية في مناطق عدة في الضفة الغربية والقدس، وتوسع رقعة المواجهات لتصل مدينة يافا في الداخل، إلا أن الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، يؤكدان أنهما يعملان على تهدئة الأوضاع وحصرها في نطاق ضيق. وتمثلت هذه المحاولات في التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يوم أمس، وفي اللقاء الأمني الذي جمع ضباط إسرائيليين وفلسطينيين في إطار التنسيق الأمني بين الطرفين.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” (يسرائيل هيوم)، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، عن مصدر أمني في إسرائيل، تأكيده عقد لقاء بين ضباط إسرائيليين وضباط فلسطينيين، بغرض تهدئة الأوضاع على الأرض. وأشارت الصحيفة المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلي، إلى أن التنسيق الأمني بين الطرفين لم ينقطع في الآونة الأخيرة، وما زال قائما، رغم تصريحات رئيس السلطة، محمود عباس، في الأمم المتحدة.
ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلي أمس، في ختام جولة ميدانية في الضفة الغربية، حيث وصل إلى مكان العملية التي أودت بحياة زوجين مستوطنين بنيران فلسطيني، الحالة الأمنية الراهنة بأنها “موجة إرهاب سنقدر على كسرها كما فعلنا في السابق”، وأنها ليست “انتفاضة ثالثة” كما يطلق عليها البعض. وأضاف نتنياهو أنه أوعز قوات الأمن بتكثيف “المبادرات” العسكرية الهادفة إلى منع العمليات التي يشنها الفلسطينيون في الضفة الغربية، وإعادة الأمن إلى سكان المنطقة المستوطنين.
وفي رام الله، شدد رئيس السلطة الفلسطينية، أمس، خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على أن الجانب الفلسطيني ليس بصدد التصعيد قائلا “لا نريد تصعيدا عسكريا ولا أمنيا.. كل تعليماتنا إلى أجهزتنا وإلى تنظيمنا وإلى شبابنا وإلى جماهيرنا: نحن لا نريد التصعيد”. وأعلن عباس في كلمته، بعد أسبوع على تصريحه في الأمم المتحدة أن السلطة تبتعد أكثر فأكثر عن اتفاقات أوسلو ومسار المفاوضات، أنه مستعد إلى خوض المفاوضات مع حكومة نتنياهو، موجها رسالة إلى الجانب الإسرائيلي: “تعالوا إلى المفاوضات”.
وأوضح عباس، خلال لقاء مع الصحيفة الإسرائيلية، “هآرتس”، أن الجانب الفلسطيني لم يبادر إلى التصعيد الحالي إنما المبادرون هم اليهود الذين اقتحموا المسجد الأقصى. وهاجم عباس أوامر الحكومة الإسرائيلية بتعجيل إجراءات هدم بيوت الفلسطينيين المدانين بعمليات ضد إسرائيليين، مشككا في نوايا الحكومة الإسرائيلية تكريس الهدوء على الأرض.