معدل العمليات الإرهابية في العالم يقفز منذ الهجوم في 11 أيلول في الولايات المتحدة، وعدد الضحايا يتضاعف خمس مرات. هذا ما يظهره تقرير جديد نشر أمس (الثلاثاء) والذي يغطي نطاق الإرهاب العالمي. تم تسجيل الارتفاع المتطرّف على خلفية الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب، في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.
سُجّل في العام الماضي نحو 18 ألف حالة وفاة، وهي قفزة بنسبة أكثر من 60% عن العام الفائت. هناك أربعة من التنظيمات الرئيسية المسؤولة عن تلك العمليات وهي: الدولة الإسلامية (داعش)، بوكو حرام، طالبان والقاعدة.
فشلت “الحرب على الإرهاب”، والتي أعلنها رئيس الولايات المتحدة الأسبق جورج بوش، في محاولتها إضعاف الإرهاب والتقليل من عدد الضحايا، وذلك رغم أنّ الإدارة في واشنطن قد استثمرت خلال تلك السنوات 4.4 تريليون دولار في الحرب بالعراق وأفغانستان وفي عمليات مختلفة حول العالم.
ارتفع عدد القتلى في الهجمات الإرهابية المختلفة بوتيرة ثابتة في السنوات الـ 14 الأخيرة، من 3,361 شخص عام 2000 إلى 11,133 قتيل في عام 2012 و 17,958 في عام 2013. يمكن لمؤيدي الإجراءات الأمريكية للقضاء على الإرهاب أن يرتاحوا بأنّه بين السنوات 2007 و 2011 كان هناك انخفاض في عدد العمليات الإرهابية بفضل النشاط الواسع للجيش الأمريكي في العراق. ومع ذلك، فقد توقف الانخفاض في أعقاب الربيع العربيّ والحرب الأهلية السورية، والتي أدت إلى نموّ التنظيمات المتطرّفة والفوضى في الشرق الأوسط.
فضلًا عن ذلك، فإنّ صعود الدولة الإسلامية قد حدث تحديدًا بفضل الغزو الأمريكي للعراق، لأنّ جذورها كامنة في أعمال الثوار ضدّ الجيش الأمريكي في البلاد، وخصوصا من قبل القاعدة.
إنّ عمليات قطع الرؤوس التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية هي مجرد نسبة ضئيلة من العمليات الإرهابية التي تم أخذها بالحسبان في التقرير، ولكنها تملك التأثير العاطفي الأكبر. إنّ قطع رأس مواطن من دولة غربية يثير ردود فعل قاسية. “إذا قُتل 20 شخصًا في العراق فلذلك تأثير، ولكن إذا قُتل 20 شخصًا في عملية إرهابية في لندن سيكون لذلك تأثير أكبر”، كما جاء في التقرير.
80% من ضحايا العمليات الإرهابية قُتلوا في العراق، أفغانستان، باكستان، نيجيريا وسوريا. منذ عام 2000 فإنّ 5% فقط من بين 107 قتيل قُتلوا في البلدان المتقدّمة. توسّعت العمليات الإرهابية إلى أكثر من دولة في السنوات الماضية، وفي عام 2013 تزايد عدد الدول التي كان فيها أكثر من 50 قتيلا في العمليات الإرهابية ليصل إلى 24 دولة.
كان عام 2013 عاما أمنيّا هادئا في إسرائيل، ووفقا للتقرير فإنّ شخصين فقط قُتلا بعمليات إرهابية في البلاد في العام الفائت. ولكن تندرج إسرائيل في قائمة البلدان الـ 13 التي خطر زيادة الإرهاب فيها هو الأكبر. بالإضافة إلى أنغولا، بنغلادش، ساحل العاج، إيران، المكسيك، سريلانكا وأوغندا.