“باتت نهاية الحركة الوطنية الفلسطينية قريبة، ويُعتقد أن زعيمها الحالي، الرئيس محمود عباس، هو الزعيم الفلسطيني الشرعي الأخير القادر على التوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل عبر المفاوضات”، هذا ما حددته نظرة شاملة نشرتها المجلة المرموقة “النيويوركر“.
وقع على هذه التصريحات الباحثَين حسين آغا وأحمد سامح الخالدي من جامعة أكسفورد وكان كل منهما مشاركا في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية في مراحل مختلفة. آغا هو أكاديمي لبناني ومقرّب من عباس، وشارك في المحادثات السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الآونة الأخيرة، أثناء حكم باراك أوباما. نشر الباحثان كتابا يُدعى “إطار عقيدة الأمن القومي الفلسطيني”.
ووفق أقوالهما، منذ وفاة ياسر عرفات، مؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية وزعيمها، تشهد فتح تدهورا وانحطاطا وتفقد طريقها، لا سيّما شرعيتها. وفق المقال، مع نقص الزعامة البديلة، النجاح السياسي الملحوظ، التقدم في عملية السلام، ومع وجود خصوم إقليميين، فإن الحركة ستختفي بصفتها قوة سياسية.
ويعاني عباس أيضا الذي يعرف كـ “الزعيم الوطني الوحيد المتبقي لدى الشعب الفلسطيني والقادر على التوقيع على اتفاقية سلام”، من خسارة شعبيته. من بين أمور أخرى، كُتب أن مكانة عباس لدى الشعب الفلسطيني تضررت جدا بسبب تدخله المستمر في عملية السلام الفاشلة ومعارضته للصراع المسلح، والتزامه التام للتعاون الأمني مع إسرائيل.
ويعكس فقدان الثقة لدى الفلسطينيين في التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات، وفق أقوال الباحثَين خسارة الثقة بالمؤسسات التي سعت إلى تحقيق التسوية. مع ذلك، إضافة إلى جهود السيطرة على ما تبقى من المؤسَّسات المتدهورة التابعة لحركة فتح، تعمل القيادة على إخماد المعارضة السياسية الحقيقية.
وينسب الباحثان وضع السلطة أيضا إلى أن الفلسطينيين خسروا إلى حد كبير قدرتهم على المناورة بين المصالح المختلفة والمتعارضة في العالم العربي، وأصبحوا متعلقين أكثر بالدعم الخارجي – دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي – وبرغبة إسرائيل الجيدة في معالجة احتياجات السكان الفلسطينيين اليومية في الأراضي.
وحسب تعبيرهما، ستشهد الفترة ما بعد عباس تفككا ولا يمكن توقعها. يشير النزاع المتواصل بين فتح وحماس، حالة الغليان في غزة والضفة الغربية، والفشل في السلطة الفلسطينية، إلى تعزز مكانة قيادة غير تمثيلية، مضطربة، وضعيفة، وتفتقد إلى شرعية واسعة للتوقيع على اتفاق أيا كان مع إسرائيل. في الواقع، يشير المقال إلى أن عباس هو الأمل الفلسطيني الأخير لإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.