عام 2001، مات أحد المجرمين النازيين الأكثر طلبا، ألويس برونر، الذي كان مساعد أدولف آيخمان، ومسؤولا عن طرد نحو 130 ألف يهودي إلى معسكرات الموت، وهو في قبو مُغلق في سوريا وعانى كثيرا – هذا ما يتضح من تحقيق صحفي نُشِر أمس (الأربعاء) في مجلة فرنسية Revue XXI.
وصل برونر الذي كان أحد المجرمين النازيين الأكثر وحشية وطلبا في العالم إلى سوريا عام 1954، وعاش فيها تحت اسم مستعار “أبو حسن” وأصبح مستشارا للشرطة السرية في سوريا. شارك من بين أمور أخرى طرق تحقيق وتعذيب استخدمها الغيستابو. عاش في الحي الدبلوماسي الدمشقي، وأصبح مع مرور السنوات قريبا من حافظ الأسد. مع وصول حافظ الأسد إلى سدة الحكم عُيّنَ برونر مستشارا كبيرا له.
في الستينيات، أصيب برونر عدة مرات من مُغلَّفات تفجيرية، وصلت إليه وفق الشبهات من الموساد الإسرائيلي. وفق التقارير، خسر في التفجيرات إحدى عينيه وبعض أصابع يده، ولكن تابع عمله خفية من أجل النظام السوري.
وفق التحقيق الذي نُشِر أمس، ففي عام 1989 سُجِن في شقة سرية في دمشق، ونُقِل بعد سنة من ذلك إلى قبو في بناية سكنية، لم يكن مرتبطا بالمياه ولم تصل إليه أشعة الشمس، حيث بقي برونر محبوسا فيه خلال التسعينيات. لأهداف التحقيق أجرت الصحيفة مقابلة مع ثلاثة من الأشخاص الذين عملوا حراسا لبرونر في إطار الخدمة السرية السورية. قال أحدهم، عمر، إنه في اللحظة التي دخل فيها برونر إلى تلك الغرفة لم يخرج منها أبدا حتى وفاته.
وقال عمر في شهادته أيضا إن الأكل الوحيد الذي حصل عليه برونر كان وجبة “مقشعرة للأبدان” تُقدّم للجنود المقاتلين، أو بيضة أو حبة بطاطا، وإنه لم يستحم في السنوات الأخيرة من حياته. وفق الشهادات، عانى برونر كثيرا في السنوات الأخيرة من حياته. “بكى وعانى كثيرا، وكان الجميع قادرا على سماعه”.
وُلِد برونر في النمسا عام 1912، وانضم إلى الحزب النازي عام 1931، وتجند للخدمة في الإس إس عام 1938. تابع إيمانه النازي حتى وفاته. في مقابلة معه من المنفى في دمشق عام 1987، قال إنه ليس نادما على الهولوكوست، ونعت اليهود بـ “حثالة البشر”. وفق التقارير الأكثر حداثة، فقد مات عام 89 بعد أن عانى كثيرا.