في الأشهر الأخيرة، تعرض آلاف الإسرائيليين في مواقع التواصل الاجتماعي إلى مشروع تمويل جماعي مميز، لإصدار كتب أطفال بالعربية. عوديد حصباني، هو المبادر إلى المشروع، وهو هاوي أدب ولديه ثلاثة أطفال، اكتشف في السنة الماضية أن الأدب العالمي للأطفال والشبان غير متاح أمام الأطفال العرب في إسرائيل، فقرر تغيير هذا الواقع.
يتعلم أطفال حصباني الثلاثة في مدرسة يهودية – عربية ثنائية اللغة في مدينة حيفا، يحظى فيها الأطفال اليهود والعرب بتعليم متساو تماما. عندما احتفل حصباني بعيد ميلاد ابنه في الروضة، لاحظ الفجوات الهائلة بين كتب الأطفال بالعبرية الموجودة في مكتبة الروضة وبين الكتب بالعربية. “كان هناك كتب للأطفال العرب لم أعرف معظمها، وكان يمكن ملاحظة الفارق بكمية الكتب وجودتها”، قال حصباني.
“فهمت فجأة أن عالم أدب الأطفال المتاح أمام أطفالي، الذي يعيشونه منذ سن صغيرة جدا ويرافقهم طيلة حياتهم، هو عالم غير متاح أمام أصدقائهم العرب في الروضة، وفي الواقع غير متاح أمام نصف مليون طفل عربي في إسرائيل”، قال حصباني. لهذا بدأ يجري أبحاثا حول الموضوع، واكتشف أنه يصدر في إسرائيل سنويا أكثر من 1500 كتب باللغة الأصلية، وكتب مترجمة إلى العربية، ولكن يصدر نحو 100 كتاب بالعربية فقط. إضافة إلى هذا، اكتشف أن جزءا كبيرا من أدب الأطفال الكلاسيكي العالمي لم يُترجم إلى العربية أبدا، وليس في إسرائيل فقط.
استنادا إلى ذلك، قرر حصباني الذي أحب دائما الكتب وعرف أهميتها، أن يقوم بعمل مميز، فأطلق حملة تمويل جماعي تحت عنوان “كتب أطفال بالعربية أيضا”، تهدف إلى تجنيد 150 ألف شاقل (نحو 41 ألف دولار) لإصدار كتب أطفال بالعربية. في أعقاب هذا أقيم دار نشر “حصباني”، وهي مصلحة اجتماعية تهتم بالأطفال العرب في إسرائيل بشكل متساو مع الأطفال اليهود تماما.
في إطار المشروع المميز، من المتوقع إصدار كتب الأطفال الأفضل والأهم في العالم باللغة العربية، التي تُرجمت إلى عشرات اللغات. كما ستُترجم كتب مختارة من العبرية إلى العربية، وسيكتب كتاب فلسطينيون شبان كتبا بالعربية. كما وستصدر كتب أطفال مميزة من العالم العربي في إسرائيل، وستترجم إلى العبرية لمتعة الأطفال اليهود أيضا.