يبدو ان المباحثات المرتقبة بين الاسرائيليين والفلسطينيين لن تكون سهلة بل ستواجه عثرات عدة خاصة بعد تاكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على ان نزع سلاح الحركة غير مطروح للتفاوض.
وخلال مؤتمر صحافي في الدوحة الخميس، قال مشعل ان “سلاح المقاومة مقدس ولا نقبل ان يكون على جدول الاعمال” خلال المفاوضات المتوقعة وفقا لبنود اتفاق وقف اطلاق النار، والهادفة الى ايجاد تسوية دائمة بين الطرفين.
وتطالب اسرائيل بنزع السلاح من قطاع غزة، اذ اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان ذلك هو “الحل الوحيد نحو السلام”، وفق ما نقل عنه موقع الوزارة الالكتروني.
وشكلت هذه القضية عائقا ولاسابيع عدة امام التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار اثناء المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية في القاهرة.
وبعد اتفاقات تهدئة عدة توصل الطرفان الى اتفاق وقف اطلاق نار دائم وضع حدا لخمسين يوما من حرب اودت بحياة اكثر من 2140 فلسطينيا و74 اسرائيليا بينهم ستة مدنيين.
وتوفي جندي اسرائيلي الجمعة متأثرا بجروح اصيب بها جراء قذيفة اطلقت من قطاع غزة الاسبوع الماضي على اسدود، ما رفع عدد قتلى الجيش الاسرائيلي الى 65، وهي حصيلة الخسائر الاكبر منذ حرب تموز/يوليو 2006 في لبنان.
ومن جهتها اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان الجمعة ان اكثر من 120 من مقاتليها قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي خلال الحرب.
وهذه المرة الاولى التي يتم الاعلان فيها عن عدد القتلى من فصائل فلسطينية منذ بدء الحرب في الثامن من تموز/يوليو الماضي.
ومن المفترض استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال شهر واحد بهدف التوصل الى اتفاق يمنع اندلاع حروب جديدة في قطاع غزة الذي شهد ثلاث حروب خلال ست سنوات.
وستطرح خلال جولة المفاوضات تلك القضايا الاكثر حساسية مثل نزع السلاح من قطاع غزة واعادة فتح المطار واطلاق سراح عشرات الاسرى الفلسطينيين.
وحدد مشعل الخطوط الحمراء التي لا يمكن تخطيها. وقال ان سلاح حماس “لن يكون مجالا للمساومة او التفاوض ولا يستطيع العالم كله ان ينزع سلاح حماس والمقاومة”.
ورد وزير الخارجية الاسرائيلية بالقول انه “اصبح من الواضح جدا ان الاسرائيليين والفلسطينيين لن يعرفوا السلام والامن طالما لم يتم نزع سلاح حماس”.
والخميس دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى “رفع الحصار تدريجيا ونزع الاسلحة من قطاع غزة”، والى “ضمان رقابة دولية على الانفاق” التي بنتها حماس، و”تامين اعادة فتح المعابر بين قطاع غزة واسرائيل من جهة، ومصر من جهة ثانية”، بالاضافة الى منح السلطة الفلسطينية الوسائل الضرورية لمواجهة الازمة الانسانية في القطاع والبدء باعادة الاعمار.
وبحسب استطلاع راي نشرته صحيفة معاريف الجمعة فان 58 في المئة من الاسرائيليين ينظرون الى اتفاق وقف اطلاق النار على انه خطأ. ويعتقد 33% فقط ان من شانه ان يساعد على التوصل الى تسوية بين الطرفين.