تنعكس الفوارق الثقافية بين أمريكا وإسرائيل في الأكاديميا أيضا: ففي دراسة إسرائيلية جديدة فحصت عادات نسخ المواد في المهامّ الأكاديمية في أوساط الطلاب الجامعيين في إسرائيل مقابل الولايات المتحدة، وُجد أن 50% من الطلاب الجامعيين الإسرائيليين نسخوا مواد في الامتحان. شارك في الدراسة 2,357 طالبا جامعيا في العلوم الاجتماعية من كلا البلدين. بالإضافة إلى ذلك، فُحص شيوع ظاهرة النسخ في الدورات التي تجري بشكل تقليدي، حيث يجلس الطلاب الجامعيون أمام المحاضر، مقارنة بالدورات على الإنترنت التي يتم فيها التعلّم عن بُعد – والتي يتعلم فيها الطلاب من المنزل عبر الحاسوب.
وجدت الدراسة، التي كان نحو نصف المشاركين فيها (47%) من اليهود، 30% من المسيحيين، و 23% من المسلمين، أنّ نحو 65% من الطلاب الجامعيين الإسرائيليين قد اعترفوا بأنّهم ساعدوا شخصا آخر في الغشّ خلال الامتحان. اعترف 44% آخرين بأنّهم استخدموا مواد غير مصادق عليها أثناء الامتحان. هناك دور كبير للأجواء الاجتماعية في تشجيع الغشّ الأكاديمي أو منعه – قال ثلث الطلاب الجامعيين الإسرائيليين فقط إنّ صديقهم الجيّد كان سيوبّخهم لو اكتشف أنّهم غشّوا.
في المقابل، فإنّ النتائج في الولايات المتحدة مشجّعة أكثر. اعترف 25% فقط من الطلاب الجامعيين الأمريكيين في الدراسة أنّهم استخدموا مادة غير مصادق عليها في الامتحان، واعترف أقل بقليل من ثلثهم أنّهم غشّوا في الامتحان، مقابل 50% من الإسرائيليين الذين قاموا بتلك التصرفات في الامتحان.
في أعقاب هذه النتائج، حصلت درجة النزاهة الأكاديمية في إسرائيل على علامة 60 من 100. في المقابل، حصلت الأكاديميا الأمريكية على علامة 75. وأشار معدّ الدراسة إلى عدة أسباب لهذه الفجوات: “السبب الأول هو طريقة التعليم. ففي إسرائيل لا تتم المنافسة مقابل الأصدقاء في الصف، وإنما المنافسة من أجل المعدّل العام. في المقابل، في الولايات المتحدة يُكتب على الشهادة “أنهى في المركز الثاني من بين 200″، ولذلك فالمنافسة الشخصية هائلة”. يكمن السبب الثاني في “الثقافة الاجتماعية الطلابية. ففي إسرائيل لا يُعتبر من الإخلاص “الوشاية” عن حالات الغش. وفي الولايات المتحدة لا يعتبر ذلك وشاية أبدا، وإنما إبلاغا.