ناشد أسامة بن لادن، من داخل معقله المُحصن في باكستان، أتباعه بالتركيز على مهاجمة أهداف أمريكية، والامتناع عن الاقتتال بين المُسلمين – هذا ما أظهرته أكثر من 100 وثيقة سرية تم الكشف عنها أمس (الأربعاء) والتي تُلقي شكلاً جديدًا على طريقة نشاط زعيم القاعدة السابق.
تم ضبط تلك الوثائق في أيار 2011، خلال إغارة القوات الأمريكية الخاصة على مكان المخبأ الذي كان يختبئ فيه بن لادن، والتي أدت إلى مقتله في نهاية الأمر، ونُشرت في وكالات الأنباء الفرنسية. كما وتضمنت الوثائق التي سُمح بنشرها أيضًا استمارات انضمام للتنظيم الإرهابي، القاعدة، والتي تتضمن أسئلة غير تقليدية.
نماذج أسئلة من استمارة الانضمام إلى القاعدة:
هل لديك هوايات مُعيّنة أو نشاطات تقوم بها في ساعات الفراغ؟
ما هو مجال المطالعة الأحب إلى قلبك: العلوم أو الأدب؟
تاريخ دخولك إلى بلاد الجهاد؟
هل سبق أن تمت إدانتك قضائيًّا؟ متى وماذا كانت تُهمتك؟
هل تُعاني مرضًا عضليا أو وراثيًّا؟
هل تُريد المشاركة بعملية انتحارية؟
من هي جهة الاتصال لديك في حال سقطت شهيدًا؟ أعطنا عنوانًا وأرقام هواتف.
من كان يعتقد أن بن لادن قضى سنوات حياته الأخيرة في نفق وكان يأكل الخبز اليابس، أخطأ، وتحديدًا بعد أن تم الكشف عن أنه قضى بضع سنوات في بيت فاخر فيه باحة في المدينة الباكستانية أبوت آباد.
تكشف الوثائق، من نقاشات استراتيجية ولاهوتية وصولاً إلى إدارة الأمور اليومية التي تضمنت المسائل المادية ووسائل الحذر، أن الشخص الذي كان السبب في أحداث 11 أيلول كان مُنشغلاً بالتحضير لعملية كبيرة أُخرى ضد الغرب. وأيضًا، عند تطرقه إلى هجمات الطائرات دون طيار ضد قادة التنظيم، تحدث بن لادن كثيرًا عن أماكن الاختباء ونصح بعدم التواصل من خلال البريد الإلكتروني. صرخ بوجه مقاتلي التنظيم الذين تجمعوا بمجموعات كبيرة وكان يخشى من وجود جهاز تجسس صغير جدًا تم دسه في ملابس زوجته.
كانت قائمة فرعية، بين الوثائق التي نُشرت، وفيها أسماء كتب قرأها زعيم الإرهاب، والتي تضم 39 كتابًا باللغة الإنكليزية. تضمنت مواد القراءة الخاصة ببن لادن تقارير عن وكالات المخابرات والجيش الأمريكي، وهناك كان يمكنه أن يقرأ حول رأي الأمريكيين به. من بين الكتب الواردة في القائمة، كانت هناك كتب عن وكالة المخابرات الأمريكية (CIA)، عن الإرهاب، عن تاريخ الجيش الأمريكي، عن السياسة الأمريكية وكتاب بعنوان “حروب أوباما”. قرأ زعيم تنظيم القاعدة أيضًا تقارير خاصة بمراكز أبحاث غربية، عن القاعدة، ونظريات مختلفة عن مسألة المؤامرة فيما يخص أحداث 11 أيلول عام 2011.