يناضل الناس منذ فجر التاريخ ليعرفوا لماذا وُلدوا كما وُلدوا. هناك من يعتقدون أنّهم سعداء، تعساء أو عصبيّون بطبعهم، والآن، دراسة جديدة تزعم أنها تشرح – على الأقل إلى حدّ ما – لماذا يكون بعضنا محبطا أكثر من الآخرين.
يقول علماء من بودابست، قاموا بفحص 400 شخص وطابقوا بين نوع شخصيتهم والموسم الذي وُلدوا فيه، إنّ للأشخاص الذين وُلدوا في فترة معيّنة من العام احتمال أكبر لتطوير شخصية من نوع معيّن. هذا ما نُشر في موقع “التيلغراف” البريطاني.
وفقًا للدراسة، التي ستُعرض في الأسبوع القادم في برلين، فإنّ للمواسم تأثير على النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تتحكّم بمزاج الإنسان.
وهكذا، فالأطفال الذين وُلدوا في الصيف يميلون على ما يبدو لدى بلوغهم إلى المعاناة من تقلّبات المزاج، مقابل من وُلدوا في الشتاء، والذين سيكونون على الأرجح أشخاصًا أكثر راحة.
ومن بين أمور أخرى، وجد الباحثون أنّ عدد الذين يعانون من مزاج متقلّب، والذين يتّسمون بالتحوّلات السريعة والمتكرّرة من الحزن للفرح، كان كبيرًا بشكل ملحوظ لدى من وُلدوا في الصيف.
بالإضافة إلى ذلك، فلدى مواليد الصيف والربيع وُجد أنّ هناك عددًا أكبر من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إنزال البسمة من على وجوههم، فهم ذوي ميول – مبالغ بها أحيانا – للمزاج الإيجابي. وعلى الرغم من أن الناس يميلون للتعامل مع الخريف باعتباره فصلا قاتمًا، فإنّ مواليد هذا الفصل الانتقالي يميلون بشكل أقل للاكتئاب، ومن وُلدوا في الشتاء نادرًا ما يغضبون ويميلون إلى الغضب أقل من الآخرين.
على الرغم من النتائج التي اكتشفتْ، فقد أوضح العلماء أنّه ينبغي الاستمرار في الدراسة لاكتشاف السبب الذي يقف وراء تأثير المواسم على النواقل العصبية.