يدور الحديث عن الشباب الإسرائيلي الذي على وشك إنهاء خدمته العسكرية، ولا يهم إذا كان الحديث يجري عن فتاة على وشك إنهاء عامين شاقّين من الخدمة في الجيش أو عن شاب شارف على إنهاء ثلاثة أعوام. لا يهم إذا كان أساسا شخصا تسرّح من الجيش بعد أن خدم بشكل دائم في الجيش لخمس سنوات أخرى، فكل شاب إسرائيلي يعلم – بعد الخدمة في الجيش تأتي الرحلة الكبرى. ومن المفضّل البدء بالتخطيط لها في أقرب وقت ممكن.
منذ الأشهر الأخيرة من الخدمة العسكرية يحلم المسرّحون الجدد بزيارة دولة ما. ربما تايلاند؟ الهند؟ أمريكا الجنوبية؟ تتغيّر الأماكن طوال الوقت، ولكن الرحلة تبقى إلى الأبد. يختار بعضهم الرحلات الطويلة في الجبال الثلجية ويختار آخرون ببساطة الاستلقاء لأخذ حمام شمسي في البحر لعدة أشهر. ويختار بعضهم السفر مع الأصدقاء ويختار آخرون أن يجربوا إذا ما كانوا سيتولون أمورهم في الخارج للمرة الأولى وحدهم. يهتم بعضهم برحلة باهظة الثمن والنوم في الفنادق المرموقة ويفضّل آخرون الاكتفاء بنُزل بسيط. يسافر بعضهم لشهر، وآخرون لنصف عام بل وأكثر. المشترك بين الجميع – جميعهم يرغبون ببعض الحرية بعد الخدمة العسكرية المكثّفة.
إذن فبعد اختيار الدولة التي سيتم السفر إليها، يختارون نوع الرحلة والصديق أو الأصدقاء الذين يكون احتمال البقاء معهم لأكثر من شهر هو الأعلى، وتبقى أسئلة أخرى عديدة لم تُحل بالنسبة للشاب الإسرائيلي. مثلا، ماذا يأخذ معه في حقيبة الظهر الكبيرة التي يحبّ كثيرا أن يضعها على ظهره؟ أية ملابس وأحذية يجب أخذها؟ هل يجب تلقي التطعيم قبل الذهاب إلى أماكن معينة أو تناول أقراص مضادّة لأمراض معيّنة؟
المعضلات كثيرة وصعبة ولذلك فإنّ مواقع التواصل الاجتماعي مكتظّة بالمجموعات التي تم تأسيسها تماما لهذا السبب. تمثّل هذه المجموعات نقاط جذب للمسرّحين الجدد من الجيش، وهناك يمكن لكل شخص أن يطرح السؤال الأهم لديه بخصوص الرحلة والحصول على الإجابات الأفضل – من أولئك الذين عادوا من هناك. أحيانا تربط المجموعات بين الأشخاص الذين يبحثون عن شركاء للرحلة أو توصي بنُزل مناسب في مختلف البلدان. إحدى المجموعات الرئيسية التي تقوم بذلك هي مجموعة “موتشيلر” التابعة لموقع إنترنت يحمل ذات الاسم ومتخصص بتقديم الاستشارات حول أمريكا الجنوبية. إن مجموعات الفيس بوك جيدة للحصول على أية استشارة تُطرح بخصوص الرحلة – قبل الرحلة، خلالها وحتى الاستنتاجات والانطباعات التي تُطرح بعدها.
وما هو الجزء الأكثر صعوبة في الرحلة؟ العودة. نعم، في نهاية المطاف من الممتع دائما العودة إلى الحياة الاعتيادية والبيئة المألوفة، ولكن القليل من المسافرين ممن سيقولون إنّ ذلك سهل بعد نصف عام من الرحلات. هناك قصص عديدة عن إسرائيليين ظلّوا يعملون في المكان الذي سافروا إليه لسنوات بل واختاروا الاستقرار فيه لسنوات. ليس ذلك فحسب – تقريبا في كل دولة تعتبر وجهة جذّابة للرحلات يمكن العثور على إسرائيلي قرر أن يغادر إلى خارج البلاد، وأن يفتتح مطعما أو نُزلا في المكان وتحوّل إلى أسطورة بين المسافرين. وحول صعوبات العودة إلى البلاد تضاف عادة حقيقة واحدة مهمة – فبعد الرحلة الكبرى تأتي عادة الدراسات العليا.
وماذا عن الوالدين؟ إنهم بطبيعة الحال يشتاقون. ولذلك فإنّ بعضهم يذهبون للقاء ابنهم أو ابنتهم المحبوبين في وسط الرحلة أو في نهايتها. بل إن هناك من يخطّط لرحلة مشتركة مع الوالدين. وإذا لم ينضموا إلى الرحلة بطريقة ما – فإنّ الهدايا التي تعود معهم بعد نصف عام خارج البلاد ستنسي كل غضب واشتياق.
فيما يلي أحد آخر المنشورات في المجموعة: “مرحبا، أبحث عن شريك/ة للسفر إلى بوينس آيرس في بداية شهر كانون الأول ومن هناك إلى أوشوايا، مع إمكانية إكمال الرحلة معا إلى البرازيل بوليفيا بيرو”.
بالنجاح!