دُعي وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه (بوغي) يعلون، اليوم صباحا إلى جلسة توبيخ في ديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إثر تصريحات أدلى بها البارحة أمام مجموعة من الضباط الكبار والتي تم اعتبارها تحريضية وتستهدف رئيس الحكومة.
قال يعلون البارحة (الأحد)، للضباط: “استمروا بالتعبير عن في قلوبكم. افعلوا ذلك حتى وإن لم يتماشى مع التيار الرئيسي، وحتى وإن كانت أقوالكم لا تتماشى مع أفكار ومواقف لم تتبناها القيادات العُليا أو القيادات السياسية. لا تخافوا، لا تترددوا، ولا تجزعوا. كونوا جريئين ليس فقط في ساحة المعركة بل أيضًا حول طاولة الحوار.”
رُبما تم، في جلسة التوبيخ اليوم، تسجيل أعلى قدر من السلبية تصل إليها العلاقة بين يعلون ونتنياهو ولكن ذلك ليست بداية انهيار العلاقة. لمّح يعلون في خطابه البارحة إلى مسألتين سابقتين زعزعتا العلاقات بين القيادة السياسية والعسكرية. المسألة الأولى هي قضية ذاك الجندي الذي أطلق النار في الخليل والذي تم توثيقه من قبل مُنظمة “بيتسيلم”. والمسألة الثانية هي التي جاءت إثر ذلك وهي تصريحات نائب قائد الأركان يائير غولان في مُستهل هذا الشهر ضد التراجع القيمي والأخلاقي في المُجتمع الإسرائيلي والتي اعتُبرت أنها مُقارنة مع ما حدث في المُجتمع الألماني قبل الهولوكوست، وتم انتقاد تلك التصريحات بشدة من قبل القيادات السياسية. وكان يعلون قد قال البارحة عن تلك المسألة: “الجيش الجيد هو الجيش الذي ضُباطه، الكبار والصغار على حد سواء يشعرون أنه يُمكنهم أن يُعبروا عن آرائهم متى أرادوا، مع إدراكهم لعدم التسبب بأي ضرر”.
أصدر ديوان رئيس الحكومة البارحة ردًا فوريًا على تصريحات يعلون: “رئيس الحكومة مُتمسك برأيه بأن المُقارنة مع ألمانيا النازية كانت غير مناسبة، في توقيت غير ملائم وتسببت بضرر لإسرائيل في الساحة الدولية. يقول ضباط الجيش الإسرائيلي رأيهم بكل حرية، على المنابر المُناسبة وفي مواضيع ضمن مسؤوليتهم. الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب ويجب عدم إدخاله في الجدالات السياسية”.
لقد أثارت تصريحات يعلون حفيظة أعضاء الحزب الحاكم، حزب الليكود، فأكدوا على أن الجيش يخضع للقيادة السياسية وليس العكس. وقال أحد الوزراء: “يدمج وزير الدفاع، فيما يخص واجب الضباط بالتعبير عن آرائهم. على رئيس الوزراء أن يُوضح له الحدود بين السياسة والجيش”.