رغم الترحيب الرسمي الفلسطيني بالجهود المصرية لإعادة عملية التفاوض بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اعربت مصادر فلسطينية عن تخوفها من أن تحاول مصر الضغط على السلطة الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، الأمر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية.
رسميًا يقول الفلسطينيون إنه تم اطلاعهم على قرار زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى اسرائيل وإنه خلال زيارة شكري لرام الله تم تنسيق بعض المواقف بين الطرفين المصري والفلسطيني، إلا أن الجانب الفلسطيني “متخوف من أن يحاول المصريون ولأسبابهم الداخلية أن يظهروا كمن اعادوا عملية التفاوض الى مسارها”، يثول المسؤول الفلسطيني.
وعن ماهية هذه الأسباب يقول المصدر “إن الشارع المصري يتابع التقارب الكبير بين اسرائيل ومصر والتنسيق الكبير في المجال الأمني تحديدًا في سيناء، كما أن مصر اقتنعت بأن اسرائيل تلعب دورًا هامًا بالتأثير على اللاعبين الذين لهم علاقة بسد النهضة وتحديدًا اريتريا واثيوبيا، ولذلك يحاول الجانب المصري استثمار هذا الدور الاسرائيلي لصالحه، ولدينا بعض المخاوف المشروعة بأن تضغط اسرائيل على مصر أن تدفع ثمن ذلك بالعملة الفلسطينية أي بالعودة الى طاولة المفاوضات”.
بحسب المسؤول الفلسطيني فإنه لا توجد مخاوف من أن تملي مصر على الفلسطينيين مواقف سياسية وتنازلات “لكن مجرد العودة الى المفاوضات المباشرة هو تراجع فلسطيني وانجاز لإسرائيل. فنحن منذ انهيار جهود كيري في صيف 2014 أوضحنا أن لا عودة الى المفاوضات بدون غطاء دولي وبدون جدولة زمنية واضحة وضمانات دولية تحدد مضمون المفاوضات، إلا وهي قضايا الحل النهائي، لأن الإسرائيليون يريدون جرنا إلى مربع خطوات بناء الثقة وإزالة حاجز هنا وهناك، وإعادة تصريح عمل هنا وهناك وكلها أمور مهمة، لكن الأهم هي قضايا الحل النهائي التي تتملص منها حكومات نتنياهو المتعاقبة. لذلك الطلب منا العودة الى المفاوضات بدون إطار زمني واضح وآلية واضحة لتناول قضايا الحل النهائي وسبل فرضها على من يحاول التملص منها، هو أمر غير مجدي”.
ويعترف المسؤول الفلسطيني أن للشارع الفلسطيني تأثير في هذا التخوف “ألّا اقول إننا نمشي وفق اهواء الشارع، لكن بلا شك نحن نأخذ خيبات أمل الشارع من العملية التفاوضية بالحسبان لذلك أي عودة للمفاوضات يجب أن تأخذ بالحسبان الأمور التي خذلت الشارع الفلسطيني في الماضي وتجنب الوقوع بها مجددًا لأنه في الجانب الاسرائيلي لا يوجد أي شيء يوحي بوجود تغيير حقيقي في الموقف، على العكس نحن بصدد حكومة يمين أكثر تطرف والقيود الائتلافية على نتنياهو أكبر من أي وقت في الماضي”.
واستبعد المسؤول الفلسطيني ما جاء في بعض وسائل الاعلام من أن تكون اللقاءات المصرية الاسرائيلية قد تناولت مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس “هذا أمر لا يستحق التوقف عنده، لا مصر تقبل ذلك ولا نحن لم نعهدها تقبل بلعب مثل هذا الدور. إن تكون للرئيس السيسي علاقات شخصية مع بعض القيادات الفلسطينية لا يعني أنه على استعداد ان يحل مكان الشعب الفلسطيني وان يقرر مكانه من تكون قيادته”.