يعمل موظفو الجمارك الإسرائيليون دون كلل للكشف عن محاولات التهريب المستمرة. إذ يهرّب الإسرائيليون عن طريق المعابر الحدودية منتجات بمليارات الدولارات، ووفقا للتقديرات، ينجح موظفو الجمارك في الإمساك فقط بـ 15% حتى 25% من بين كل عمليات التهريب.
إنّ أساليب التهريب آخذة بالتطوّر. فعلى سبيل المثال، فوجئ موظفو الجمارك عندما اكتشفوا في السنة الماضية حمائم من نوع نادر ونفيس جدّا، تمت تخبئتها داخل عُلب للأحذية. وكانوا يتوقعون المزيد من المفاجآت في التفتيش الاعتيادي كما يبدو. “لدينا ما يكفي من وسائل الكشف وأصبحت حواسنا حادة بعد عدة سنوات من العمل للكشف عن المسافر المشتبه به”، كما يقول أحد المسؤولين في الجمارك، “ولكن هناك أيضًا حالات تهريب نتخطاها، إلى جانب نجاحات غير قليلة”.
ولكن كانت هناك عدة حالات تهريب فاجأت حتى موظّفي الجمارك المخضرمين. تم الإمساك بإسرائيلي في الخمسين من عمره وقد قدِم من ألمانيا وهو يهرّب ستّة حمائم أوزبكية نادرة وغالية. تبلغ قيمة كل حمامة نحو 100 يورو. تمت تخبئة الحمائم في عُلب للأحذية داخل حقيبة عليها ملصق “معاق”. ولكن موظفي الجمارك فتّشوا الحقيبة رغم الملصق، منقذين الحمائم التعيسة. قال أحد مسؤولي الجمارك “إذا كان إسرائيلي قادرا على تهريب حمائم داخل عُلب الأحذية، فهو قادر على كل شيء”.
في حادثة أخرى، تمّ ملء دمى للأطفال بما لا يقل عن 6.5 كيلوغرام من مخدّر ثقيل من نوع كريستال ميث. تبلغ قيمة كمية المخدّرات التي تم الإمساك بها ما يزيد عن 5 مليون دولار. تم الإمساك أيضا بعملية تهريب أخرى لموظفة في السوق الحرة، (Duty-free) أرادت الانتقام من صاحب العمل. فهرّبت في سيّارتها عطورًا، سجائر وكريمات بقيمة 20 ألف دولار، ووزّعتها على أصدقائها وجيرانها.
ولكن عملية التهريب الأكثر غرابة كانت لشاب في التاسعة عشر من عمره والذي قدِم إلى إسرائيل من باريس. عُثر على جسده على مغلّف فيه 7000 يورو، ولكن في ماكينة غزل البنات التي كانت معه، تم العثور على ما لا يقلّ عن 552 ألف يورو نقدًا. ولم ينجح الشاب في أن يوضح للموظّفين مصدر هذه الأموال.
وقد كشف موظفو الجمارك أيضًا ما هي المنتَجات الأكثر تهريبا في السنة الماضية. فوفقا لبيانات الجمارك، تم الإمساك بكميات كبيرة من سائل مخدّر الاغتصاب، التي تم تهريبها إلى إسرائيل لاستخدامها في الحفلات. في أعقاب النقص في الكوكايين، ازداد الطلب في أوساط مستهلكي المخدرات على مخدّر الاغتصاب كبديل.
في فترة الأعياد اليهودية في بداية السنة اليهودية، تشيع جدا محاولات تهريب الأبواق، الأترج والصفصاف، والتي يستخدمونها في الصلوات الخاصة بتلك الأعياد، والتي يتم الاحتفال بها في شهر واحد. ففي شهر تشري، وهو شهر الأعياد اليهودية، تدار صناعة كاملة يمكن أن يجني فيها التجار أكثر من 5 ملايين دولار في أقل من شهر.
يتم أيضًا تهريب الفياجرا والمنشطّات إلى إسرائيل بكميات كبيرة، وهي تحقق للمهرّبين أرباحا بعشرات بل ومئات ملايين الدولارات في السنة. تأتي الفياجرا، كما اتضح، بكميات كبيرة ليس فقط إلى إسرائيل وإنما تباع بشكل كبير أيضًا في أراضي السلطة الفلسطينية، حيث ازداد الطلب عليها هناك في السنوات الأخيرة.
من المنتجات الأخرى التي كانت الأكثر تهريبا لإسرائيل في السنة الماضية الطائرات الكهربائية الصغيرة، السجائر، الكحول، الهواتف الذكية والمجوهرات الثمينة.