غالبًا حين يتصوّر الناس العصور القديمة، فإنّهم يرون صورة بدائية، ونمط حياة محدود وضعيف، بينما في الواقع، فإنّ الكثير من الأشياء الأكثر إفادة في حياتنا اليومية، والتي تؤخذ كأمر مفروغ منه، اخترعتْ قبل ميلاد المسيح.
كم هو عمر الفشار؟ ولماذا استخدم؟
على الرغم من أنّهم من الناحية الفنية لم يخترعوا الفشار، ولكن كان الأزتيك هم من قدّموه من غير قصد للعالم، كنتيجة للغزو الإسبانيّ. حين تواصل كولومبوس مع الأزتيك لأول مرة، قدّموا له الفشار وباقة من الزهور. يقول الاعتقاد أنّ الفشار لعب دورًا كبيرًا في الثقافة الأزتيكية وفي إقامة إمبراطوريتهم. كانوا يزيّنون من خلاله السلاسل والقبّعات، واستخدم لتزيين التماثيل الدينية. أحد الطقوس الأزتيكية كان يتم عن طريق رمي حبّات الفشار التي لم تنفجر بعد، إلى النار، كقربان للألهة.
حلوى النعناع: في مصر القديمة أيضًا حرصوا على رائحة الفم الزكية
نحن نفترض أنّه في العصور+ القديمة، لم يكن هناك وعي كبير حول الروائح التي يفرزها الجسم، وإنْ كان هناك وعي؛ فإنّ إجراءات حلّها لم تكن كافية. ولذلك يعترف التاريخ للمصريين في العهد القديم بالتفكير الإبداعي والسعي وراء الجمال. من أجل مواجهة الرائحة التي تنشأ من تراكم البكتيريا والتسوّس، فقد قاموا بتطوير حلوى النعناع الأولى، والتي وإنْ لم تكن بطعم النعناع، ولكن هدفها كان تحسين رائحة الأنفاس. صنعتْ الحلوى من خليط من المواد المختلفة، والتي تشمل الراتنج ومسحوق القرفة، والتي قاموا بطهيها مع العسل. ذكرتْ الوصفة للمرة الأولى في وثيقة من القرن السادس عشر قبل الميلاد. في وقت متأخر أكثر قام اليونانيون أيضًا بعمل بعض الوصفات الخاصة بهم والتي تألفت من حلوى اخترعها المصريون، وفيها نبيذ، عسل وزبيب.
عمرها أكثر من 2,000 عام: حمّالة الصدر الرياضية
Apodesmos هكذا كان يُطلق في اليونان القديمة على ما تمثّل في أيّامنا هذه بحمّالة الصدر الرياضية. قطعة محكمة من القماش، أتاحت مشاركة أكثر راحة في الأحداث الرياضية في تلك الفترة من مئات السنين قبل الميلاد. ملتصقةً بصدر المرأة، هكذا منعت حمّالة الصدر الرياضية القديمة الحركة غير الضرورية وسهّلت المشاركة في ألعاب القوى. في مناسبات اجتماعية مختلفة، اعتادت النساء على ارتداء قطعة القماش تحت الصدر، وهكذا استُخدمت كحمّالة للصدر “بوش أب”. وبطبيعة الحال كانت حمّالات الصدر الخاصّة شائعة في المدن التي راجت فيها الرياضة النسائية، كمدينة إسبارطة على سبيل المثال. كانت الحمّالات بشكل عامّ مصنوعة من الصوف أو الكتّان، وعادة ما كانت مرتبطة أو ملتصقة بظهر المرأة.
وفكرة مصرية أخرى قديمة: آلة الشرب
تم اختراعها من قبل هيرون من الإسكندرية، وهي آلة الشرب الأولى والتي احتوت على المياه المقدّسة فقط. خلال القرن الأول في مصر، وبواسطة عملة من 5 دراخما (عملة كانت تُستخدم في ذلك الوقت) والتي كانت تساوي لنحو 4 دولارات في أيامنا، كان يمكنكم شراء كمية قليلة من المياه لاستخدامها في المعابد. كانت الآلة عبارة عن صندوق بفتحة يُسقِط المشتري العملة بداخله. كانت العملة تصطدم بذراع معدنية صغيرة، والتي تعمل كالأرجوحة، وبهذه الطريقة يتمّ فتح مجرى للمياه المقدّسة لمدّة محدودة، حتى سقوط العملة، حينها يتوقّف التدفّق. يشرح الخبراء بأنّ الحاجة إلى “آلة أوتوماتيكية” نبعتْ من أنّ “الناس كانوا يأخذون من المياه المقدّسة زيادةً عمّا كانوا يدفعون”.