نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من المنظمة اللبنانية الشيعية “حزب الله”، اليوم الجمعة، مقالة مطوّلة، عن أن الحزب يشهد “حركة مناقلات واسعة على خلفية اتساع رقعة انتشاره وتزايد أعداد المنتسبين إليه”، ما يدل حسب الصحيفة على “ثقة واطمئنان” في بنية الحزب.
وأضافت أن “دور الحزب بات، في السنوات الماضية، يتجاوز الساحة اللبنانية، من سوريا الى اليمن والعراق”، مؤكدة أن كل هذا لا يؤثر على “جهوزية المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي”.
وتابع كاتب المقالة، نقلا عن مسؤول في المنظمة، أن المنظمة بصدد إجراء “تعديلات كبيرة على الهيكليات التنظيمية، وابتداع آليات جديدة للتعاطي مع الحجم البشري المتزايد واتساع رقعة الانتشار بين لبنان وسوريا”. إلا أن الصورة التي تظهرها الصحيفة الموالية، تتنافى وتقديرات أخيرة عن وضع الحزب نشرت في إسرائيل.
ومن الملفت أن المقالة نشرت بعد يوم من نشر “يديعوت أحرونوت” مقالة بعنوان “حزب الله ينهار اقتصاديا”. إذ أوردت الصحيفة الإسرائيلية، نقلا عن آدم جيوفين، وهو مسؤول كبير في وزارة المالية الأميركية، أن الوضع الاقتصادي لحزب الله يعدّ الأسوأ له منذ تأسيسه.
إذ أشار الخبير الأمريكي إلى أن تحوّل حزب الله من قوة محلية داخلية في لبنان إلى لاعب إقليمي يثير تساؤلات عديدة حول قدرة تماسكه اقتصاديا ومعنويا.
وأوردت الصحفية الإسرائيلية في المقالة أسبابا ثانية تدل على ضعف الحزب وتورطه، منها انخفاض التأييد له لدى الطائفة الشيعية في لبنان، والعقوبات المالية المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة.
وكان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال هرتسي هليفي، قد قال قبل يومين، خلال مؤتمر هرتسيليا، إن حزب الله يمر بأزمة اقتصادية وسياسية، وقد يدفعه ذلك للقيام بممارسات غير عقلانية وليست متوقعة. وأضاف أن حزب الله فقد ما يزيد على 1500 من مقاتليه داخل سوريا.
لكن الصورة التي عكفت “الأخبار” على إظهارها تخالف هذا المنطق، وتتحدث عن حزب يزداد قوة وثباتا، بصرف النظر عن التحديات التي يواجهها والخسائر التي يتكبدها.