قرية أبو سنان هي قرية وديعة تقع في الجليل الأسفل، عادة ما تكون أخبارها مغمورة ولا تصل إلى صفحات الجرائد الرئيسية في إسرائيل. لكن القرية تصدرت عناوين الصحف في الأيام الأخيرة إثر أعمال عنف قاسية شهدتها القرية تحت عنوان “شجار دام بين شباب دروز ومسلمين” أدى إلى عشرات الجرحى، بعضهم في حالة خطرة. وتضاربت الروايات حول أسباب الشجار إن كان انطلق إثر مشادة في مدرسة في القرية أم سببه تعليقات مسيئة على “فيس بوك”؟
وشدّدت رواية الصحف الإسرائيلية على أن الشرارة الأولى انطلقت إثر مشادة بين طلاب دروز ومسلمين في مدرسة القرية على خلفية نقاش سياسي، إذ انقسم الشبان إلى فئتين، حسب الإعلام الإسرائيلي، فئة ضمّت مسلمين ارتدوا “كوفيات”، ورفعت صور الشاب خير الدين حمدان من قرية كفر كنا والذي قتل بنيران الشرطة الإسرائيلية، وأخرى شملت شباب دروز رفعوا صورة الضباط الدرزي في الجيش الإسرائيلي، جدعان أسعد، والذي قتل في حادث دهس معتمد في القدس قام به فلسطيني من القدس.
واحتدم الشجار بين الفئتين مما أدى إلى صرف الطلاب إلى بيوتهم قبل انتهاء وقت الدوام في المدرسة. وهكذا تحولت المشادة من المدرسة إلى عراك في الشارع شمل العشرات من سكان القرية.
أما رواية مواقع التواصل الاجتماعي فاختلفت عن الإعلام، فقد كتب كثيرون على “فيس بوك” أن السبب الذي أدى إلى الشجار هو تعليق مسيء على “فيس بوك” وقذف بحق فتيات درزيات، مما أثار حفيظة الشابان الدروز، الذين قاموا بالاعتداء على المسيئين بحق الفتيات، وسرعان ما توسعت رقعة المواجهات حتى أن الأحداث لم تنحصر في قرية ابو سنان، حيث شارك في الشجار أشخاص أتوا من القرى المجاورة. وكتب بعضهم على “فيس بوك” أن الشجار مرده “طوشة” صغيرة في مقهى في القرية بين شاب درزي ومسلم، وأن الأمر لا يعود إلى المدرسة أو فيس بوك.
يذكر أن عدد سكان قرية ابو سنان هو 13 ألف، منهم 49% من الطائفة الإسلامية، و42% من الطائفة الدرزية، و9% من الطائفة المسيحية.
وحسب موقع صحيفة “هآرتس”، انتقد سكان من قرية ابو سنان أداء الشرطة الإسرائيلية مشيرين إلى أن تدخل الشرطة لم يكن سريعا، وأنها امتنعت لوقت طويل عن التدخل مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين.
وقد عقدت في ساعات الفجر جلسة طارئة حول الأحداث وذلك بحضور رجال دين ووجهاء من المسلمين والدروز، أبرزهم الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، والشيخ ابو علي محمد كيوان رئيس نقابة الأمة والمؤذنين، وحضر الجلسة كذلك سياسيون وأعضاء كنيست.
وأخذ جميع الحاضرين على عاتقهم تهدئة الخواطر والزام الشباب بالتهدئة والعمل على رأب الصدع بين الطرفين وإعادة المياه الى مجاريها.