شارك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس (الأربعاء) في جنازة الناجية اليهودية من الهولوكوست، ميراي كنول، ابنة 85، عاما بعد أن طُعنت في منزلها الذي أشعِل أيضا – على ما يبدو، السبب هو معاداة السامية. قبل مراسم الدفن رثى الرئيس ماكرون الضحية في مراسم جرت في مقر ليزانفاليد في باريس، قائلا: “قتل الطاعن امرأة بريئة، وضعيفة لكونها يهودية فقط. يمس هذا بنا ويلحق ضررا بقيمنا”.
بعد مراسم دفن كنول، شارك آلاف الفرنسيين في مسيرة تضامنية حاشدة في باريس، سار فيها المشاركون نحو منزل الضحية وأنشدوا النشيد الوطني الفرنسي. شاركت في المراسم رئيسة بلدية باريس، آن هيدلغو، رؤساء الجالية اليهودية، عشرات الأئمة، وكذلك نحو 30 ألف مشارك احتراما لكنول واحتجاجا ضد اللاسامية.
كما وشاركت زعيمة اليمين المتطرّف في فرنسا، مارين لوبان، التي هتف الجمهور ضدها هتافات احتقار قائلا: “نازية، فاشستية، انصرفي من هنا”. يعتبر حزب الجبهة الوطنية اليميني الذي ترأسه حزبا يمينيا متطرفا، وأكدت لوبان عزمها على المشاركة في المسيرة رغم أن المنظمة الأم ليهود فرنسا عارضت هذا.
قالت رئيسة البلدية، آن هيدلغو: “أنا هنا بصفتي مواطنة، وأناشد كبار الجمهور من كل أطياف الخارطة السياسية أن يعملوا معا لأسباب إنسانية. نحن نرفض ظاهرة اللاسامية المتنامية”. قال كبار الأئمة في فرنسا، حسن شلغومي: “من المهم أن يعرف المسلمون أن هناك أقلية تستخدم الدين لارتكاب جرائم وتنفيذ عمليات قتل. علينا محاربة ظاهرة معادة السامية”.
عاشت ميراي كنول، الناجية من الهولكوكست، في باريس طيلة حياتها. وفق التقارير، لقد اشتكت في الماضي أمام السلطات المسؤولة معربة أنها تتعرض لمضايقات من أحد جيرانها الذي يهدد بحرقها. بعد وقت قصير من عملية القتل، التي هزت أركان فرنسا، اعتُقِل متهمان للشك بأنهما: “قتلا عمدا الضيحة لكونها يهودية”.