“ما يحدث في أرض الواقع في الدول العربية السنية غير مسبوق ولم نشهده في الماضي”، قال بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بمناسبة السنة العبريّة الجديدة في وزارة الخارجية. هذه الأقوال ليست فريدة من نوعها. يشير مسؤولون إسرائيليون في مناسبات عديدة إلى دفء العلاقات البادي مع الدول العربيّة، رغم عدم التقدم مع الفلسطينيين. إلا أنه تم تفسير أقواله هذه المرة بشكل مختلف.
وانتشرت شائعة تحدثت عن زيارة زعيم عربي، على ما يبدو من إحدى دول الخليج، إلى إسرائيل بين الصحفيين الإسرائيليين في الأسبوع الماضي، ولكن لم يعرف أحد عما يجري الحديث.
وادعت صحيفة “مكور ريشون” المتماهية مع اليمين، أن الحديث يجري عن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان (وسُمي خطأ “محمد سلمان”). إلا أنه رفض المسؤولون الكبار الذين تحدثنا معهم بشدة الادعاءات التي بدت غريبة منذ البداية.
ولا شك أن مسؤولين سعوديين زاروا إسرائيل في الماضي، في إطار زيارات أكاديميّة وبعثات دبلوماسيّة أيضا. ولكن تحظى زيارة ولي العهد بأهمية سياسية كبيرة، لهذا كان من المتوقع أن “تُسرب” تفاصيل عنها إلى الصحافة.
وكان يكفي فحص صحفي بسيط لمعرفة أن الحديث يجري عن “أخبار كاذبة” ولكن لم تؤثر هذه الحقيقة في وسائل الإعلام القطرية التي نشرت أخبار حول زيارة ولي العهد إلى إسرائيل. وسعى جزء من وسائل الإعلام إلى أكثر من ذلك، إذ نشرت هذه الوسائل الإعلامية في تغريدة لها على تويتر أخبار حول الموضوع من خلال تغيير المعنى تمامًا. وعرضت السعوديين وكأنهم يسعون إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وفي ظل المليارات التي تستثمرها قطر في وسائل الإعلام، كان يمكن أن نتوقع أن تكون قادرة على تمويل أجر بعض المترجمين لترجمة نصوص من العبريّة إلى العربية، ولكن يبدو أن كل شيء في الحرب مسموح.
ماذا حدث حقّا؟ يبدو أنه جرت زيارة لسعودي آخر من العائلة المالكة، ربما في إطار المؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب الذي عُقِد في هرتسليا في الأيام الأخيرة.
ولكن المثير للاهتمام هو اللامبالاة النسبية التي تعرضت لها هذه التقارير الإخبارية. إذ حظيت في شبكات التواصل الاجتماعي باهتمام قليل فقط. حتى أن جهة إسرائيلية قالت إنه “لو كان الحديث يجري عن “بالون اختبار”، فقد نجح. يبدو أن الرأي العام في العالم العربي تقدم قليلا وأصبح يخشى أقل من زيارة إسرائيل.