منذ محاولة الانقلاب في تركيا، يكثر صحفيون إسرائيليون من المقارنة بين نتنياهو وأردوغان. من الممكن جدا ألا تكون هذه المقارنة منصفة وهناك مسافة كبيرة بين الخطوات التي يتخذها أردوغان مؤخرا، والتي تهدم في الواقع الديمقراطية التركية، وبين نتنياهو، ومع ذلك لا شكّ أن الكثيرين في إسرائيل يعتقدون أن سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلي مؤخرا مقلق جدا.
ويتصدر سلم أولويات نتنياهو: الإعلام الإسرائيلي. لقد أصرّ على أن يحتفظ لنفسه بحقيبة الإعلام وأن يحاول من خلالها فرض جدول أعمال أكثر تعاطفا مع وسائل الإعلام المختلفة، التي بحسب ادعائه معادية له. من الجدير بالذكر، أنّ خارطة الإعلام في إسرائيل قد تغيّرت في السنوات الأخيرة وأصبح الكثير من وسائل الإعلام مقرّبا من اليمين ومن نتنياهو. فعلى سبيل المثال، الصحيفة الأكثر شهرة في إسرائيل اليوم، “إسرائيل اليوم”، توزّع مجانا ويموّلها الملياردير شيلدون أدلسون، الداعم الأكبر لنتنياهو. لا يمكن أن تجدوا في الصحيفة انتقادا واحدا ضدّ نتنياهو، وهو أمر غير معهود في إسرائيل ويذكّرنا بالصحف في الدول غير الديمقراطية.
ويدعي نتنياهو أنه يريد فقط فتح سوق الإعلام أمام المنافسة والسماح للإسرائيلي العادي بالحصول على المزيد من الآراء والمحتوى، ولكن سوق الصحافة الإسرائيلي يخشى من المسّ بحرية التعبير.
على خلفية هذا الأمر هناك أنباء عن تفتيش شرطي يجري ضدّ نتنياهو، زوجته سارة وابنهما يائير، باشتباه، كما يبدو، بالحصول على تبرّعات محظورة من الخارج.
وتحافظ الشرطة على تعتيم كامل حول هذا الموضوع ولكن هناك تقديرات أنّ النشاط الأخير لنتنياهو يهدف إلى إنشاء جدول أعمال بديل وصرف الرأي الإعلامي عن التحقيق.
في الأسبوع الأخير التقى نتنياهو بعشرات الصحفيين، في بيانات موجزة ليست للنشر. قال صحفيون شاركوا في هذه اللقاءات لطاقم موقع “المصدر” إنّ نتنياهو غاضبا جدا من الإعلام، وأنه يهاجمه بشدّة وعازم على تغيير خارطة الإعلام الإسرائيلي.
هل يدور الحديث عن مناورة سياسية؟ هل يستعد نتنياهو للانتخابات؟ هل يشعر أنّ التحقيق في أمره هذه المرة جادّ؟ تشير التقديرات إلى أننا سنعلم الإجابة في الأسابيع القادمة.