بات نقاش يدور في هذه الأيام في أروقة المحكمة في إسرائيل حول طلب لمسؤولين عن تركة شخص بعد وفاته، للكشف عن محتويات حساب بريده الإلكتروني، يطرح السؤال هل هذا ممكن ويكشف أمور لا يعرفها الكثيرون: لا يستحق الموتى في إسرائيل حماية خصوصيتهم. فهي تُنتهك عند وفاة الإنسان في إسرائيل.
لم تنجح محاولات لإرساء حق الإنسان في الحفاظ على خصوصيته وعدم السماح بالكشف عنها أمام الجمهور عند وفاته، لا سيّما بسبب تبديل الحكومات والانتخابات في أحيان قريبة، التي لم تسمح بإنهاء إجراءات تشريعية. وفي الوقت الراهن، لم تُجرى محاولة أخرى وبقي القانون دون تغيير.
السؤال إذا كانت خصوصية الإنسان ستموت عند موته هو سؤال معقّد: كيف يمكن التحدث عن خصوصية ميت؟هل قيم الخصوصية – التي يحافظ عليها المشرِّع الإسرائيلي جدا – يجب أن يُكشف عنها أمام الجمهور عند وفاة الإنسان؟.
في السنوات الماضية، وصلت إلى أروقة المحكمة في إسرائيل، حالات كثيرة تطرقت إلى قضية هامة: حظيت حماية أسرار الميت بأهمية في قرار محكمة تطرقت إلى طلب قدمه ورثى يقضي بالحصول على معلومات طبية تابعة لمتوفية – يدور الحديث عن معلومات كانت لدى الطبيب النفسي الذي عالجها؛ ونظرت المحكمة للشؤون العائلية في قضية الحفاظ على كرامة الميت، بناء على طلب والدة لعدم نشر مقاطع من يوميات ابنتها بعد انتحارها.
في كل تلك الحالات، واجه القضاة في إسرائيل معضلة، فمن جهة كيف يجب التعامل مع حالات قانونية لا تحمي حقوق خصوصية المتوفي، ومن جهة أخرى يُحظر المس بكرامة الميت من خلال النشر.