“Dictators dinner” كتاب أصدر قبل نحو 4 أشهر (ديسمبر 2014) في بريطانيا ويلقي ضوءا على عادات أكل الغريبين والمختلفين من 26 طاغية.
الكتاب الذي كتبته “فيكتوريا كلارك” و”ميليسا سكوت”، مبني على عدة شواهد، وصفات، وقوائم جمعت خلال السنوات، من أناس عملوا عند الطغاة: من طهاة وطباخين إلى مديري البيت والمساعدين الأول.
يشير قسم من الشواهد التي جمعت إلى عادات الأكل المختلفة، لكن قسما منها يمكن ربطه بالثقافات المختلفة، وقسم يمكن شرحها كعادات تلائم روح الفترة، بل وقسم منها يتعلق بظروف صحية. لكن قسما من العادات على الأقل والتي يفصلها الكتاب غريبة وشاذة حيث من الصعب عدم تشخيصها إلا كمرض نفسي. وباختصار: البرّاد يُقرأ من عنوانه.
حمامة هتلر
مما يحزن قلب النباتيين، أن هتلر كان يواظب على حمية نباتية، لكن ما يفرح قلبهم- لم يكن في ذلك صارما. في الواقع، إحدى الوجبات المفضلة لديه حسب الكتاب كانت الحمامة الصغيرة محشوة بالألسنة، الأكباد والفستق. لقد قدمت الوجبة في فندق هامبورغ Petits Poussins à la Hambourg من قبل طاهية بريطانية اسمها ديون لوكاس في سنة 1930 ، والتي اقتبس منها مؤخرا قولها: “أنا لا أطلب منكم إفساد حبكم للحمام المحشو، لكن ربما أردتم أن تعرفوا كيف كانت هذه إحدى الوجبات الألذ على هتلر”. يصف أحد الجنود الذين أكلوا معه كيف كان هتلر يأكل بطريقة مختلفة، يقضم أظافره ويملأ بطنه بكعكة حتى يكاد ينفجر.
ناقات القذافي
https://www.youtube.com/watch?v=_q9cieiKETM
كان معمر القذافي الليبي معروفا بحبه الشديد لحليب الناقة. وهو حب جعله يعاني من الغازات والانتفاخات. في الواقع، عندما زاره طوني بلير سنة 2004، نصح الأخيرُ بألا يشرب كأسا من حليب الناقة، لئلا تصاب أمعاؤه بضرر. بالإضافة، إحدى الوجبات المفضلة على القذافي كانت وجبة ليبيا الوطنية- كسكس ولحم الجمال.
تصبيرة صدام
أبدى يصراحة، حاكم العراق بين السنوات 1979 و 2006، صدام حسين، أن إحدى الوجبات المفضلة عليه هي السمك الطازج. لقد أصر على أن يكون السمك طازجا، حتى اضطر الطاقم لتعيين من يخرج للصيد خصيصا له. لقد كان لديه استحواذ مرَضي لما يكون طازجا والنظافة، حتى كان على طاقم الطهاة والطباخين أن يضعوا له من فورهم وجبات خروف، بقر أو فواكه بحرية أرسلت في نفس اليوم، بل في نفس اللحظة، ثلاث مرات في اليوم في كل قصر من قصوره العشرين، في حال أن وصل للأكل في واحد منها. حسب إحدى الشهادات في الكتاب، في إحدى الأمسيات، عندما جلس حسين على الطاولة، مضع بعض الزيتون، بصق نواتها من فمه وقال: هكذا، سأخلي الإسرائلييون، يوما ما، من إسرائيل…”. رغم الاستحواذ تجاه ما هو طازج ونظيف من الطعام، كان لدى صدام ضعف تجاه الشوكلاطة الغربية، بالأساس “لباونتي”. عندما أمسك، في 2003، وجد في مخبئه بيض، عسل، فستق، طماطم، وكيف لا؟- نصف علبة فارغة من تصبيرة “باونتي”.
حساء ستالين البارد
لقد بدت الوجبة مع ستالين كثيرا مثل وجبة مع مراهق اكثر مما هي وجبة برفقة حاكم أو مستبد: لقد حوت معارك بالأكل، ألعاب شرب، رقصا وغناء. ربما بدت ساذجة لكن وجبات ستالين كانت وسيلة أخرى لفرض القوة، حين فرض ستالين على المدعوين نزواته، أجبرهم على الغناء، الرقص أو الشرب وأهانهم. لقد كانت إحدى الوجبات المفضلة على ستالين كانت ستسيبي (معناها “الباردة” في الجورجية) ، وهو نوع من حساء الدجاج البارد بالنمط الجورجي، المكون من صلصة البندق. عامة، كانت وجبات ستالين مستوحاة من ذوق وأطعمة المطعم الجيورجي، كثيرا من الوجبات كانت مكونة من البندق، الثوم، الخوخ والرمان، والوجبات نفسها استمرت لمدة ست ساعات. ومن المعلومات الملفتة الأخرى في الكتاب أن أحد طهاة ستالين كان سبيرديون بوتين، جد فلاديميربوتين.
كلب كيم جونغ إيل
الرعب الذي ألقاه في فترة حكمه يمكن العثور عليه أيضا في صحن الدكتاتور السابق لكوريا الشمالية. لن يفاجئنا أن نطلع في الكتاب على أن وجبة كيم جونغ إيل كانت حساء زعانف القرش وبوشينغتانج، وهذا اسم حساء الكلب الكوري.
نشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة هآرتس