إن عملية اعتناق اليهودية، وهي عملية الانضمام إلى الشعب اليهودي بحسب الدين، ليست بسيطة، بل قد تكون معقّدة وطويلة. لا تعمل اليهودية على إقناع الأغيار بالتحوّل إلى اليهودية، ولكن عندما يرغب إنسان ما بالتحول إلى اليهودية فعليه المرور بعملية اعتناقها. في دولة إسرائيل فإن عملية الاعتناق الرسمية هي اعتناق بحسب التيار الديني الأرثوذكسي. وفيما عدا تحويل الدين الأرثوذكسي فهناك إجراءات أخرى لتحويل الدين، ولكن دولة إسرائيل لا تعتبر الإنسان الذي يجتاز تلك الإجراءات يهوديّا بشكل تام.
في نهاية عملية تحويل الدين الأرثوذكسية يحصل معتنق اليهودية على وثيقة تحويل يمكنه من خلالها تغيير الدين في وزارة الداخلية الإسرائيلية. وهكذا تصبح مكانته الرسمية في البلاد مماثلة لمكانة كل يهودي آخر ولد لأم يهودية.
تجري عملية تحويل الدين في محاكم خاصة خُصصت لتداول موضوع تحويل الدين فقط والتخصص فيه، وهي تعمل اليوم تبعا لمكتب الخدمات الدينية الذي يترأسه عضو الكنيست الإسرائيلي الحاخام دافيد أزولاي.
ماذا تتضمّن عملية تحويل الدين؟ دراسة اليهودية، نقاشات في المحاكم الخاصة، تلقي الشرائع اليهودية والحرص عليها، إجراء الختان، التغطيس والحصول على وثيقة تحويل تثبت بأنّك حوّلت دينك فعلا وفق شريعة الديانة اليهودية.
في مقابل التعليم تتم استضافة بعض المتحوّلين لدى أسر متديّنة في أيام السبت والأعياد، للمشاركة في الصلوات بالكنيس، في الجولات والزيارات إلى مواقع تاريخية مقدّسة للشعب اليهودي.
يتم تمرير الدراسة اليهودية المطلوبة من أجل التحول إلى اليهودية في مؤسسات مختلفة في جميع أنحاء دولة إسرائيل، وتتم ملاءمة نطاق الدراسة بحسب حالة الإنسان. هناك أطر تعليمية خاصة للجنود، إطار تعليمي للطلاب في إسرائيل وإطار تعليمي للمواطنين. يمكن أن تستمر دراسة اليهودية أشهرا عديدة، ما يقارب عاما، وعلى المتحوّل لليهودية أن يدرس جيدا ويتعرف عميقا على المضامين المتعلقة بالمعتقد اليهودي، التاريخ، الشريعة، الكتاب المقدّس والتفكير اليهودي.
تختلف الآراء في دولة إسرائيل كثيرا بخصوص طرق تحويل الدين المعترف بها من قبل الدولة. هناك من يؤيد تحويل الدين الأرثوذكسي وهناك من يخالفه. بعض الأسئلة التي من الممكن طرحها في سياق تحويل الدين هو كيف يقرّرون ما هي معايير الانضمام إلى اليهودية؟ وسؤال آخر هو لماذا هناك أشخاص معيّنون تحديدا يتّخذون القرارات في موضوع تحويل الدين وليس أشخاصا آخرين، ربما أقل تديّنا، والذين يتلاءمون مع آراء معظم الشعب في إسرائيل والذي ليس متديّنا أرثوذكسيا؟ لماذا يُملي الأرثوذكس إجراءات عليك؟
هناك من يدعي أنّ المطلوب من الشخص الذي يريد تحويل دينه مبالغ بها ولا طائل وراءها. يقول الادعاء إنّه ليس هناك أي سبب لإجبار الذي يريد تحويل دينه بالحفاظ على الشريعة، لأن معظم السكان الإسرائيليون لا يعيشون بحسب الشريعة ويقومون بها بحرص كجزء من حياتهم الروتينية. هناك من يقول إنّ تحويل الدين الأرثوذكسي يحاول فرض الطريقة الدينية على السكان في إسرائيل ولا يقبل التغييرات التي جرت على الشعب الإسرائيلي وحقيقة أنّنا نعيش في القرن الواحد والعشرين.
في الآونة الأخيرة هناك صراع بين حاخامات تيار الصهيونية المتديّنة في إسرائيل وبين الحاخامات الأرثوذكس. يحاول حاخامات الصهيونية المتديّنة السماح بالتحول إلى اليهودية وفقا للآراء المتساهلة في الشريعة. فهم يريدون بناء مؤسسات بديلة للمؤسسات الموجودة في دولة إسرائيل، والتي ستحوّل الدين بشكل أسهل، ولن تتطلب من المتحولين لليهودية اجتياز عملية تحوّل أرثوذكسية بل ويتم قبولها في مرحلة معينة من قبل الدولة. إن تحويل الدين لدى حاخامات الصهيونية المتدينة لا يتم الاعتراف به الآن رسميًّا في دولة إسرائيل – ولكن ربما يُفتح الباب أمام التغيير في المستقبَل.
يختلف اعتناق الإسلام تماما مقارنة باعتناق الدين اليهودي الذي يمكن أن يستمر ما يقارب 10 أشهر. يتضمّن الدين الإسلامي أيضًا شريعة عملية يجب تطبيقها، ولكن إجراء الانضمام الرسمي من الناحية الشرعية للدين أكثر بساطة بكثير. يتضمّن إجراء اعتناق الإسلام قول الشهادة. يشهد معتنق الإسلام قائلا: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. عليه فقط أن يتلفّظ بالشهادة في حضور شاهدَين مسلمَين وسيتم اعتباره قدّ حوّل دينه.
يمكن لكل إنسان في كل لحظة أن يتحوّل إلى مسلم. من أجل الدخول في الإسلام ليست هناك مراسم حصرية يجب القيام بها سوى التلفّظ بالشهادة. هناك بالطبع شرائع في الإسلام وهي: الصلاة خمس مرات في اليوم، الزكاة، الصيام والحج، ولكن لا يتم فحص كل من يُعرب عن رغبته بدخول الإسلام إذا ما كان قد طبّق هذه الشرائع بحرص أم لا، كما يتم فحص الأمور في عملية التحوّل إلى اليهودية.