قُدّم مؤشر الديموقراطية لسنة 2013 اليوم (الأحد) إلى رئيس الدولة شمعون بيريس. مؤشر الديموقراطية هو استطلاع تقليدي يهدف إلى رسم صورة مفصّلة لمواقف الشعب الإسرائيلي والمجموعات الفرعية داخله، فيما يتعلّق بطريقة الحُكم، أداء المنظومة السياسيّة، المنتخَبين، والقِيم الديموقراطية الأساسيّة.
في استطلاع أداره البروفسور تمار هرمان، سُئل المشاركون: “ما هو برأيك وضع إسرائيل اليوم بشكل عامّ”.وكان الرأي الأكثر شيوعًا بين اليهود مواطني إسرائيل أنّ الوضع العامّ لإسرائيل “متوسّط” (43.1%). وكانت نسبة الذين قيّموا الوضع كجيّد (37%) أعلى من الذين قيّموه كسيّء (18%). بالمقابل، فإنّ تقييم الوضع الأكثر شيوعًا لدى العرب مواطني إسرائيل كان أنّ الوضع سيء (39.1%)، ثم “متوسّط” (31%)، فيما كانت نسبة الذين عرّفوه بالجيّد هي الأقلّ (28%).
يشعر معظم اليهود في إسرائيل (66.6%) أنهم جزء من الدولة ومشاكلها، حتى إنّ 83.3% يفتخرون بإسرائيليّتهم. يُذكَر أنّ هذه الأكثرية أقل مما مضى في المجالَين. بين العرب، تشعر أقلية فقط (28.2%) بأنها جزء من الدولة، وأقلية أيضًا (39.8%) بالفخر بإسرائيليتها.
المبدأ الديمقراطي الذي يجري تجاوزه أكثر وفقًا للجمهور الإسرائيلي بشكل عامّ هو حقّ العيش بكرامة (41.8%). بالمقابل، فالرأي الشائع هو أنّ حرية العبادة، حرية التعبير، وحرية التنظيم يجري تحقيقها بالمدى الملائم. معظم الشعب (63.5%) مستعدّ لدفع المزيد من الضرائب لتقليص الفجوات الاجتماعية – الاقتصاديّة.
وبالنسبة للمنظومة السياسية، سُجّل هذا العام هبوط طفيف في ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة وشاغلي المناصب. ويتصدر سلّم ثقة اليهود، كما في الماضي، الجيش الإسرائيلي (90.9%) ورئيس الدولة (78.7%). أمّا على رأس سلّم الثقة لدى العرب فتأتي المحكمة العُليا (49.7%) والإعلام (48.1%). لدى العرب، ليست ثمة أكثرية تثق بأيّ من مؤسسات الدولة أو شاغلي المناصب.
مع ذلك، سُجّل هذه السنة ارتفاع طفيف في تقييم أداء أعضاء الكنيست، لكن أكثرية ساحقة من الشعب عامةً (68.8%) لا تزال تظنّ أن السياسيين يعملون من أجل مصالحهم أكثر ممّا يعملون من أجل الناس.
وأعلنت أكثرية من اليهود (71.8%) أنها تهتمّ بالسياسة، مقابل أكثرية لدى العرب (59.6%) قالت إنها لا تهتم بها. لدى الفئتَين ثمة أكثرية (61%) تشعُر أنّ تأثيرها على قرارات الحكومة ضئيل أو معدوم. ولكن، لدى الفئتَين، الأكثرية هذه السنة أصغر من ذي قبل.
وبالنسبة للتوتُّرات في المجتمَع الإسرائيلي، فالنسبة الأعلى بين الجمهور تعرّف التوتر اليهودي – العربي بأنه الأقوى (68%). بعد ذلك (بترتيب تنازليّ) يأتي: التوتر بين الأغنياء والفقراء، بين المتدينين والعلمانيين، بين اليمين واليَسار، وبين الشرقيين والغربيين. إلى ذلك، يظنّ 48.9% من اليهود في إسرائيل أنّ مواطني إسرائيل اليهود يجب أن يمتلكوا حقوقًا أكثر من المواطنين غير اليهود، فيما يعارض 47.3% ذلك.
وبالنسبة للسؤال مَن لديه الصلاحية العُليا للمصادقة على معاهدة سلام تشمل انسحابًا من الأراضي الفلسطينية، فإنّ الإجابة الشائعة بين اليهود (30.6%) كانت أنّ الصلاحيّة يجب أن تكون بين يدَي اليهود فقط، في استفتاء شعبي. بين العرب، كان الجواب الشائع مجمل مواطني إسرائيل، في استفتاء شعبي (45.2%).
وبالنسبة للانزعاج من جيرة “الآخرين” – فإنّ أكثر ما يزعج اليهود هو جيرة عمّال أجانب (56.9%)، تليها جيرة عائلة عربية (47.6%). أمّا العرب فأكثر ما يزعجهم جيرة زوجَين مضاجعَي نظير (46.2%)، ثم جيرة أسرة يهودية (41.9%).
بالنسبة للدول الأخرى، تبقى إسرائيل في معظم المؤشّرات في وسط السلّم في المقارنة الدولية السنويّة، قريبًا من الديموقراطيّات الجديدة. وهي تحصل على علامة مرتفعة خصوصًا حين يتعلق الأمر بالمشاركة السياسية، وعلامات منخفضة بشكل خاصّ فيما يتعلّق بمنح الحقوق المدنيّة، وفي التوترات على خلفيّة دينية وقوميّة.