تعيش حرية الصحافة في العالم تدهور غير مسبوق، هذا ما يظهره “مؤشر حرية الصحافة” لعام 2015. وفقا للتقرير، الذي نُشر من قبل منظمة “فريدوم هاوس” ويلخّص حالة حرية الصحافة في كل العالم في العام الماضي، فقد تدهورت حرية الصحافة العالمية عام 2014 إلى مستوى غير مسبوق، وذلك لأنّ الصحافيين يواجهون اليوم القيود الأخطر من قبل الحكومات، التنظيمات العسكرية، التنظيمات الإجرامية وأصحاب الثروات.
وفقا للتقرير، فمن بين 199 دولة، هناك 63 دولة فقط تم تعريفها كحرّة، وذلك مقابل 71 دولة تم تعريفها كحرّة بشكل جزئي و 65 دولة تم تعريفها كغير حرّة. النرويج والسويد هما الدولتان الرائدتان في العالم في حرية الصحافة، وبعدهما تأتي بلجيكا، فنلندا، هولاندا، الدنمارك ولوكسمبورغ.
وفقا للبيانات، فإنّ 14% من سكان العالم فقط يعيشون في دول تنشط فيها حرية الصحافة
وفقا للبيانات، فإنّ 14% من سكان العالم فقط يعيشون في دول تنشط فيها حرية الصحافة. وقالت جينيفز دنهام، مديرة التقرير، إنّ أحد أكبر المخاطر التي يُظهرها التقرير هو تدهور الصحافة الحرّة في العالم الديمقراطي، وأضافت: “ثمّة خطر بأنّه بدلا من تشجيع الصحافة النزيهة والموضوعية، تستخدم الديمقراطيات الرقابة أو الدعاية الخاصة”.
وتبرز سوريا بشكل سلبي من بين الدول العربية، وهي مصنّفة من بين الدول العشر الأسوأ في حريّة الصحافة، وهي في المرتبة 190 من بين 199، ومصنّفة بجانب إيران. وكذلك عدوّ إيران الإقليمي، السعودية، مصنّفة هي أيضًا في المرتبة 180 المنخفضة، وذلك بسبب زيادة الوسائل المضادة لحرية الصحافة الضعيفة أصلا في المملكة.
وتونس هي الدولة التي حازت على أكثر درجة مشجّعة، والتي تحسّنت بها حرية الصحافة تحسنا كبيرا في عام 2014. يثني التقرير على تونس التي حصلت على الدرجة الأفضل بالنسبة لحرية الصحافة في دولة عربية منذ أكثر من عشر سنوات.
في مصر حدث تراجع في حرية الصحافة إلى المستوى الذي كان معتادا في ذروة قمع حكم مبارك
في المقابل، حدث تدهور كبير في مصر وليبيا في مؤشر حرية الصحافة. في مصر، التي يُشار إليها سلبًا بشكل خاصّ، حدث تراجع في حرية الصحافة إلى المستوى الذي كان معتادا في ذروة قمع حكم مبارك، والذي هو بمثابة إلغاء تامّ لإنجازات “الربيع العربيّ” في حرية الصحافة في مصر. وقد حدث في العراق تدهور آخر في حرية الصحافة، وذلك كما يبدو بسبب التقييدات المفروضة على تغطية عمليات الدولة الإسلامية. تزداد صعوبة في قطر أيضًا، والإمارات، والبحرين واليمن حالة حرية الصحافة .
ويثني التقرير على إسرائيل التي “بقيت الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها وسط إعلامي حرّ”، ولكن إلى جانب ذلك يشير إلى أنّه في الضفة الغربية وقطاع غزة قد حدث تدهور في حالة حرية الصحافة. جاء في التقرير: “ليس فقط أنّ الإعلاميين قُتلوا وجُرحوا في الصراع بين إسرائيل وحماس، بل إنّ كلّا من إسرائيل والسلطة الفلسطينية على حدّ سواء قد قيّدا حركة الصحافيين في الضفة الغربية وغزة”.