لم تصدّق عائلة برغر أنها ستنجح في جمع كامل المبلغ الضروري لها لإعادة الحياة الطبيعية لابنها البالغ عام ونصف. كان من الضروري الحصول على مبلغ 170 ألف دولار ليؤدي الطفل يهودا برغر أداءه كاملا ثانية. في الواقع، وُلد الطفل بصحة جيدة وكان طفلا بشوشا، ولكن تغيّرت حياته وحياة عائلته أثناء إجازة من النقيض إلى النقيض في أعقاب حادثة.

ففي شهر تشرين الأول الماضي، سافرت عائلة برغر الشابة لزيارة العائلة الموسّعة. لقد سافر الوالدان مع ابنتهما البالغة أربع سنوات ومع ابنهما الرضيع، يهودا. أثناء سفرهما اكتشفا أن بطارية السيارة فارغة. عندما وصل الوالدان إلى المنطقة التي توجها إليها وصلا البطارية بالكهرباء لشحنها، وخلدا للنوم. لم يعرف الوالدان أن البطارية مُعطلة ولذلك بعد شحنها طويلا اشتعلت بالنيران. فبعد مرور نصف ساعة منذ نوم أفراد العائلة، استيقظت الأم مذعورة واكتشفت مشهدا رهيبا – اشتعلت النيران في السرير الذي نام فيه ابنها يهودا. نجحت الأم بمساعدة زوجها في إنقاذ طفلها من النيران وسافرا معه بسرعة إلى غرفة الطوارئ.
رغم أن الوالدين نجحا في إنقاذ حياة ابنهما إلا أن إصابته كانت بالغة. تقع الدولة الوحيدة القادرة على توفير علاج للطفل الصغير يهودا لإعادة تأهيله في أمريكا ويستغرق علاجه ثلاث سنوات. لذلك قررت العائلة الانتقال إلى أمريكا. “نحن نهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحزن شديد”، قالت الأم وأضافت: “نغادر بيتا دافئا ومجتمعا نشعر جزءا لا يتجزأ منه، ولكن نخطو هذه الخطوة رغبة منا في توفير أفضل علاج لابننا”.

كانت تكلفة العلاج والمكوث مع الطفل أعلى بكثير مما في وسع العائلة تحمله، لذلك اضطر الوالدان إلى التوجه إلى الجمهور وطلبا مساعدته. في موقع التمويل الجماعي، تحدثت العائلة الجريئة عن قصتها، ولحسن حظها حظيت باستجابة كبيرة. “بداية، كان لدينا شك كبير حول نجاح الحملة، ولكننا تفاجأنا خيرا إلى حد كبير. لم نتلقَ رد فعل سلبيا أيا كان. حاولنا مساعدة ابننا قدر المستطاع، ولكن وصلنا إلى نقطة شعرنا أننا لم نعد قادرين بعد. لم يعد في وسعنا بعد مساعدته”.
فبعد مرور أقل من يومين، نجحت العائلة في تجنيد المبلغ الضروري ولكن لم يكف الجمهور عن التبرع. من بين المتبرعين هناك إسرائيليّون من خلفيات، أديان، وأعمار مختلفة. صحيح حتى نشر هذا المقال، تم التبرع بأكثر من 210 ألف دولار لإعادة تأهيل الطفل. قالت والدته المتأثرة: “أيقظت يهودا اليوم صباحا وأخبرته بمدى حب الشعب الإسرائيلي له”.