يحل عيد رأس السنة اليهودي في اليوم الأول من شهر تشري (عادة في أيلول أو بداية تشرين الأول)، الشهر الأول في التقويم اليهودي، واليوم الذي به، بحسب المعتقدات، بدأ الله بخلق العالم والإنسان. عشية عيد السنة الجديدة تجتمع العائلات معاً، ومن المعتاد لبس الأبيض من أجل استقبال السنة الجديدة، وقبل الوجبة يبدؤون بطقوس منح البركات.
ويشمل نظام البركات المأكولات المختلفة التي يرافق كلّا منها تمني سنة أفضل:
عادة يبدؤون بتفاحة بالعسل، ويباركون “لتحل علينا سنة سعيدة وحلوة كالعسل”. ويرمز كل من التفاح والعسل إلى الحلاوة والجودة، ويزرعان الأمل بسنة ذات أحاسيس حلوة، دون مرارة أو حزن. ومن المعتاد أيضا غمس خبز رأس السنة بالعسل، على خلاف باقي السنة، التي يغمسون فيها الخبز بالملح.
بعد ذلك، يأكلون ثمار الرمان، فاكهة ترمز إلى الوفرة والجودة. والبركة هي “أن نكون ممتلئين في تطبيق الوصايا كالرمان”. في الديانة اليهودية 713 وصية، وثمة من يقول إنه في كل كوز رمان 713 حبة. وسواء كان ذلك صحيحا أم لا، فإنّ الطموح هو القيام بأكبر عدد ممكن من الأفعال الجيدة والوصايا في السنة الجديدة، آملين أن نكون كلنا أشخاصا أفضل.
الطعام الحلو الأخير هو التمر، وعليه نبارك “أن يتيتم أعداؤنا ومن يسعى للتسبب لنا بالضرر”. بالعبرية، كلمة “انتهى” تشبه كلمة “تمر” وفي وقت أكل الفاكهة الحلوة يأملون أن تكون هذه سنة سلام دون أعداء.
بعد ذلك ينتقلون إلى المأكولات المالحة. وثمة هنا لعبة كلمات ونغمات. يؤكل الكراث في رأس السنة لأن اسمه يشبه الجذر العبري “قطع”. ومن هنا الصلاة بأن يقطع أعداءنا، وأعمالنا السيئة. كلمة سلق تشبه في لفظها الجذر العبري “طرد” ومعناها أن يزيل أو يهرب. الصلاة الملائمة لأكل السلق هي طرد كافة أعدائنا. القرع، الذي يدعى بالآرامية “كارة” يشبه الكلمة العبرية “قطع”. نطلب من إلهنا أن ينتزع منا الأفكار والأعمال السيئة. عندما نأكل لوبية (نوع من البازيلاء) نبارك: “أن تزداد حقوقنا ونفرح”.
في النهاية يباركون: “أن نكون رأسا لا ذنبا”. العادة في عائلتي هي تناول لحمة الرأس (عادة عجل)، وفي العائلات الشكنازية (اليهود الألمان أو البولنديين) يُؤكَل عادةً رأس سمكة الكارب، ومنه يُعدون كباب “جفيلتي فيش” (سمك محشو، باللغة الييدية) الذي تشتهر به الطائفة.
عدا كل هذا، هناك من يتناول فاكهة جديدة، لم يأكلها منذ السنة الماضية إشارةً إلى التجدد الموجود في رأس السنة، وشكر الله على امتياز بدء سنة جديدة.