أصبحت البنى التحتية المتدهورة التي تخدم مليوني مواطن تشكل مصدر ضرر بيئي خطيرا على الإسرائيليين أيضا. منذ انهيار منشأة معالجة مياه الصرف الصحي في شمال غزة، أصبحت تتدفق مياه الصرف الصحي الملوثة إلى إسرائيل، وبدأت تشكل إضافة إلى المزابل الكبيرة التي أقيمت بالقرب من السياج مصدر إزعاج حقيقيا.
بسبب الضائقة الاقتصادية في القطاع، التي لا تسمح بتصليح منشأة معالجة مياه الصرف الصحي، بدأت تتدفق مياه الصرف الصحي من البلدات الفلسطينية مثل بيت حانون، وبيت لاهيا إلى وادي بيت حانون، الذي تتدفق مياهه مباشرة إلى إسرائيل. يجري الحديث عن كميات هائلة من مياه الصرف الصحي التي تتدفق يوميا، وتخترق التربة وتلوث المياه الجوفية. بهدف وقف تدفق هذه المياه، أقامت سلطة المياه مؤخرا محطة لسحب المياه في منطقة معبر إيرز. وهكذا أصبحت إسرائيل المسؤولة عن معالجة مياه الصرف الصحي المتدفقة من الأحياء الشمالية في قطاع غزة.
ليس بعيدا عن تلك المنطقة، هناك مصدر ضرر بيئي آخر. فمقابل القرية التعاونية ناحل عوز هناك مطمر نفايات كبير يلقي فيه الفلسطينيون كميات هائلة من النفايات. تنقل الرياح الغربية روائح كريهة إلى البلدات المجاورة. إضافة إلى ذلك، في المنطقة الجنوبية أكثر، يواجه مواطنو المجلس الإقليمي إشكول صعوبات بسبب ثلاث مزابل كبيرة. الوضع سيء في هذه المزابل، ولا تتم معالجتها تقريبا: ليس هناك فصل بين النفايات الجافة والرطبة، والحل الأسرع لدى الفلسطينيين هو حرق النفايات ما يزيد من الأضرار. فهذه المزابل تشكل مصدرا للذباب والبعوض الذي يزعج المواطنين، رغم أن السلطات تقوم بإبادتها أحيانا.
“هذه الحرب يومية. رغم أن هذه القضية تبدو عديمة الأهمية، إلا أن هجمات البعوض الذي ينتقل من غزة قد يشكل خطيرا كبيرا”، قالت جهة في سلطة المياه والصرف الصحي.