لقد ظل موقف الجيش الإسرائيل ثابتا. فهو يعتقد أن مواجهة واسعة في القطاع، في الوقت الحالي، لا تخدم المصالح الإسرائيلية. رغم ذلك، فإن السياسيين الذين يتعين عليهم تقديم إجابات عن الانتقادات الجماهيرية بشأن ما يحدث عند السياج الحدودي منذ الأسابيع الأخيرة، يعربون عن موقف آخر، ويهددون بشن حملة عسكرية.
عرض الجيش والشاباك، أمس الأحد، أمام المجلس المصغر موقفهما، موضحان أن المواجهة الواسعة في غزة ليست ضرورية. يأتي هذا القرار في ظل التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة، بينامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، التي تشير إلى أن إسرائيل باتت تستعد للتصعيد في تعاملها مع حماس. ولكن، في ظل تردي الوضع في القطاع، أصبحت تستعد الجبهة الجنوبية للرد بشكل أكثر حدة، على التظاهرات عند السياج في أيام الجمعة. قد يزيد الجيش مساحة المنطقة العازلة التي يحظر على المتظاهرين دخولها، منعا لاختراق الفلسطينيين السياج الحدودي كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي.
يخشى الجيش من أن يتعرض الجيش لصعوبات أثناء القتال في القطاع دون أن تتعرض إسرائيل لانتقادات دولية وذلك بسبب وضع الفلسطينيين في غزة. يعتقد الجيش أنه يجب منع شن مواجهة عسكرية حتى نهاية عام 2019، وذلك بعد إكمال بناء الحاجز الذي يهدف إلى تعطيل عمل الأنفاق الهجومية التابعة لحماس.
وفق أقوال المسؤول، الذي اقتُبست أقواله في صحيفة “هآرتس” فإن الوضع الإنساني في غزة على شفا الانهيار. وفق أقواله، أثناء القتال في غزة، يتأكد الجيش من أن السكان لديهم الحاجيات الأساسية، وأن السلطات قادرة على تقديم العلاج للجرحى. في ظل نقص شبكة الأمان هذه، فإن جولة قتال أخرى في غزة ستلحق ضررا خطيرا بالمواطنين، ما سيؤدي، وفق أقواله، إلى الحد من قدرات عمل الجيش بسبب الانتقادات الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير تقديرات المنظومة الأمنية إلى أن المواطنين في غزة محبطون بسبب نقص إنجازات حماس من المظاهرات ومن إدارتها، والوضع الإنساني الخطير. تشير التقديرات الاستخباراتية إلى أن حماس تدرك وضعها الإشكالي، لهذا يجب العمل على التهدئة والتوصل إلى تسوية. بالإضافة إلى ذلك، يشعر الجيش أن الجمهور الإسرائيلي يمارس ضغطا على القيادة السياسية من أجل العمل، وأن المنظومة الأمنية ستجري تقديرا إضافيا للوضع قبيل التظاهرات في يوم الجمعة.
تدعم المنظومة الأمنية إيقاف نقل الوقود الممول قطريا إلى القطاع بسبب الحادثة التي اخترق فيها المتظاهرون السياج الحدودي يوم الجمعة الماضي، ولكن هناك جهات في المنظومة تنتقد تصريحات ليبرمان، الذي اشترط متابعة نقل الوقود بالهدوء الأمني التام. وفق أقوال المنظومة الأمنية فإن الوقود ضروري لمتابعة الحياة في القطاع، وليس هناك خيار آخر سوى أن يتم نقله مجددا. في الأيام القريبة، من المتوقع أن يبحث الطرفان عن تسوية حول القضية، بمساعدة وسطاء، تتيح التوصل إلى تفاهمات من دون أن يظهر أي من الطرفين كأنه تراجع.
يعتقد رئيس الأركان، غادي أيزنكوت، أن سوريا ما زالت تشكل الحلبة الأهم لإسرائيل. فهو يرى أن الحدود الشمالية تتطلب اهتماما عملياتيا خاصا، على حساب التغاضي عن حالات محددة في غزة. غادر أيزنكوت أمس البلاد للمشاركة في مؤتمر للضباط في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يجري لقاءات عمل، لا سيما بشأن ما يحدث في سوريا.
في الأيام القريبة، من المتوقع أن تبحث إسرائيل وحماس عن تسوية بشأن القضية، بمساعدة وسطاء، تتيح التوصل إلى تفاهمات من دون أن يظهر أي من الطرفين كأنه تراجع.