لمَ يقاطع العرب فيلم “وندر وومان”؟
ينضمّ المزيد من الدول العربية إلى مقاطعة الفيلم، الذي أُطلق الأسبوع الماضي ويحظى بإقبال عالمي شديد، بسبب مشارَكة الممثلة والعارضة الإسرائيلية غال غادوت، التي سبق لها أن خدمت في الجيش الإسرائيلي.
كان لبنان أول دولة أعلنت مقاطعة الفيلم، قبل أن تنضم إليها تونس. كذلك في الأردن (التي تقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية مفتوحة مع إسرائيل)، أُعلن أنهم يدرسون موضوع بثّ الفيلم، وفي رام الله أيضًا يُرفَض عرض الفيلم رغم الطلب.
بطبيعة الحال، ليس هناك معنى لهذه الخطوة الرمزية. فهي لا تؤثر في غادوت نفسها، التي أصبحت نجمة عالمية، ولا شكّ أنها جنت الملايين من مشاركتها في الفيلم. كما لا يؤثر الأمر في الإسرائيليين. فالجهة الوحيدة التي ستتأثر جراء المقاطعة هي شركة “وارنر برذرز” في هوليوود، التي تجني الأرباح من عرض الفيلم (الذي جنى مئات الملايين حتى الآن).
لا شكّ أنها مجرد خطوة رمزية. فمشاهدة الفيلم ليس تطبيعًا للعلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين/ العرب، كما أنّ مقاطعته لا تعني شيئًا في الواقع. فهو بالتأكيد لن يؤثر في إسرائيل بأي شكل من الأشكال. لكنّ الأمر يمكن أن يكون من أجل المظاهر، ويحتلّ العناوين الإخبارية.
لكن في الواقع، ليس ذلك سوى نِفاق. فـ”تحت الطاولة” تجري اتصالات وعلاقات بين دُوَل عربية عديدة وإسرائيل، خصوصًا حين تكون هناك مصالح اقتصادية مشتركة. ففيما يشغِّل معظمَ أجهزة الكمبيوتر في العالم مُعالِج شركة إنتل، الذي طُوّر وأُنتج في إسرائيل، لا نسمع أية دعوة إلى مقاطعة IBM، DELL، أو غيرهما من شركات الكمبيوتر. لأنّه ببساطة ليس مريحًا للعرب الامتناع الكلي عن استخدام الحاسوب.
لذا، يبدو أنّ اختيار العرب لما يقاطعونه وما لا يقاطعونه عشوائي، ولا يحكمه أي منطق.
كتب اللواء بولي مردخاي، منسّق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، عن اختيار مقاطعة “وندر وومان” في رام الله: “مقاطعة الفيلم ما هي الا إشارة الخوف والضعف. الواثق لا يخاف من الأفلام حتى ولو كانت بطلتها وندر وومان”. إنه مُحِقّ.