يلغي شارون موريس في مقاله في ” فورين بوليسي” الإجابة النمطية عن السبب الذي يجعل شبانا كثيرين ينضمون للتنظيمات المتطرّفة، أنهم على الأغلب شبان فقراء وبسطاء، نجحت التنظيمات في خداعهم بقليل من المال، ولو قدم الغرب لهؤلاء المال والعمل، فلن ينضووا تحت لواء المتطرفين. ويدعي موريس أن تلك التنظيمات تعرض شيئا آخر لجيل الشباب، لا علاقة له بالمال والعمل، وهو الوعد بتغيير المجتمع الذي يمنعهم عن التقدم ويمنح حياتهم معنى.
حسب موريس، لدى أولئك الشباب، المنضمين للدولة الإسلامية، والشباب، وطالبان وغيرها، طموحات تشبه طموحات الشباب الذين نزلوا للشارع في القاهرة ووول ستريت وغيرها، إنهم يريدون أن يقولوا للجيل القديم لقد سئمنا. يريدون تغيير العالم، محاربة الظلم، وتحدي الوضع القائم.
من ناحية الكاتب، ما دامت الأولوية لتنظيمات العون هي إيجاد عمل للشباب وإبقائهم في المدارس، فإن الهدف الحقيقي سيتم تفويته، لأنها تتجاهل الجانب العاطفي لهؤلاء الشباب. بل إن نفس البرامج في بعض الدول تساهم في ترسيخ الحواجز الاجتماعيّة التي يواجهها هؤلاء الشباب كما في باكستان.
في حالات كثيرة والتي يتلقى بها شاب مالا أو عملا “وضيعا” مثل جمع النفايات، ترميم البيوت، تنظيف مجاري الصرف، يزداد الشعور بالإحباط، لأنه يدرك أنْ لا أمل له في التقدم في الطبقات الاجتماعية، ويمكن للمجتمع الدولي أن يعطيه فقط المال لكن لا يمكنه أن يغيّر واقعه الاجتماعي العسير.
بالمقابل، تنجح التنظيمات الإرهابية، مثل الشباب، والدولة الإسلامية، في مخاطبة “قلوب” هؤلاء الشباب، بمنحهم أملا، يمكن به إحداث تغيير اجتماعيّ ولذا يزداد احتمال تجنيدهم.
لقد ذكر الكاتب أيضا أن “القوانين الاجتماعيّة” في المجتمعات التي يقع فيها العنف المتواصل تختلف إطلاقًا عن مجتمع لا يتعرض لنفس المستوى من العنف، لذا فإن التبرعات المالية لا تستجيب لمطالب مثل “بناء الثقة من جديد” بالمجتمع، أو منحهم وسائل لمواجهة الإحباط والتخويف.
يستنتج الكاتب أن على برامج العون كي تنافس التنظيمات المتطرفة أن تكون أفضل إدراكا لما يريد الشباب. لقد كتب: “منح مال أو إيجاد عمل للشاب على المدى القصير حل بسيط، لكن الأكثر تعقيدا هو دمج شبان أذكياء وطموحين يعانون اليأس من حكومتهم أو من الفساد المؤسسي، أو الحواجز الاجتماعية”.
حسب رأي الكاتب، يجب أن تتعلم تنظيمات عون الشباب من جبهة النصرة، وبوكو حرام كيف تنجحان في مخاطبة قلوب الشبّان. كلاهما يمنح الشبان هدفا، مستقبلا أفضل وحماسة، أما الأولى فتعدهم ببعض الأموال.