في يوم الإثنين هذا الأسبوع تمّ إجراء مقابلة مع عضو الكنيست أحمد الطيبي في إحدى قنوات الإذاعة الرائدة ورفض أن يخبر المذيع من سيؤيّد في سباق الرئاسة. وأشار إلى أنه رغم معرفته لسنوات طويلة بعضو الكنيست روبي ريفلين فهو لا يرى به تحديدًا المرشّح المفضّل بالنسبة إليه. لم تمرّ عدّة ساعات وجاء عضو الكنيست ريفلين في زيارة في اجتماع القائمة العربية الموحّدة وقام صحفي صديق بتصوير الاجتماع (جيل هوفمان، جيروزاليم بوست)، ولكنه لم يتمكّن من رفع الصور على الشبكات الاجتماعية فأرسلها لي لاستخدامي الشخصي.
ما هو الجوّ لدى أعضاء الكنيست الذين يمثّلون المجتمَع العربي في إسرائيل ولمن ينوون التصويت؟
توجّهت إلى بعض أعضاء الكنيست لمعرفة حساباتهم. لم يوافق عضو الكنيست أحمد الطيبي (القائمة العربية الموحّدة) على أن يذكر في حديث له معنا من يدعم ولصالح من سيصوّت، لكنه قال إنه ينوي ممارسة حقه الديموقراطي في التأثير على انتخاب الرئيس القادم.
وشاركني عضو الكنيست عيساوي فريج (ميرتس) بإجابات دبلوماسيّة عامّة جدّا، ولكنه قال إنّه سيصوّت لعضو الكنيست بنيامين بن إليعازر، وأكّد عضو الكنيست باسل غطّاس (التجمع الوطني الديمقراطي) بشكل واضح أنّ سلطة العفو الممنوحة للرئيس/ة القادم/ة هو أمر أساسي ومهمّ جدّا من ناحيتنا وأضاف إنّه يميل في الجولة الأولى للتصويت لداليا دورنر.
يظهر في المدوّنة السياسية جدول التأييدات الذي يحتلن في كلّ لحظة أسماء أعضاء الكنيست ومن يؤيّدون (عن طريق تسجيل الإعلانات العلنية). ولكن يجب أن نذكر أنّه رغم التصريحات العلنية يحقّ لأعضاء الكنيست وضع بطاقة مختلفة عن أقوالهم في اللحظة التي يصلون فيها إلى ما وراء الستار، ممّا يجعل هذه المسابقة المعقّدة أكثر إثارة.
ومن كان يظنّ أنّ أعضاء الكنيست العرب لا يشاركون في هذا العرض السياسي الأقوى هذا العام فهو مخطئ.
قال لي فريج: “أعضاء الكنيست العرب هم جزء من اللعبة تمامًا، إنّهم يحظون بالتودّد من المرشّحين والجميع، بصرف النظر عن الحزب الذي ليس لديه اتجاه خاص به”، وأضاف: “لن يقولوا لك جميعهم ما هي تأييداتهم، كما أنّ جميع الأعضاء اليهود يوفّرون الإجابة في الموضوع”.
ما هو الاتجاه؟
“كل ما أعرفه أنّ الجميع يلتقي مع الجميع ويتم تفعيل ضغوط عليهم من الشارع العربي. لكلّ حزب جمهور منتخبيه ولكل واحد منهم الموضوع الذي يهمّه، هذا ما أسمعه”.
بمن هم مهتمّون؟ ما هي أصوات الشارع؟
“بما أن الانتخابات ديمقراطية ومن وراء الستار، فلا أستطيع التفصيل. علينا أن ننتظر أولا لنرى قائمة المرشّحين. وفقًا للصورة المتشكّلة لكل مرشّح فهناك مزايا وعيوب. لجميع المرشّحين هناك أجندة سياسية وأنا كناخب لا يمكنني تجاهل ذلك. حزب ميرتس هو مع حلّ الدولتين وهذا هو الموضوع المتواجد في أعلى سلّم الأفضليّات لدينا. ثمة وزن وتأثير كبير لأيديولوجيّة المرشّح من ناحيتنا. سيكون الرئيس ذو شخصية ممثّلة ومواقفه الشخصية في هذا الموضوع مهمّة جدّا، رغم عدم وجود تأثير مباشر للرئيس”.
وفقًا لهذا التوجّه، فعليك أن تدعم عضو الكنيست شطريت الذي يدّعي طوال الأشهر الأخيرة أن المفاوضات مع الفلسطينيين قد فشلت بسبب إسرائيل
“شطريت جدير مثل سائر المرشّحين”.
من تؤيّد أنت؟
“أنا أنتظر أن تكون القائمة نهائية ولكني لا أخفي أنني أؤيد بن إليعازر. وقّعت على استمارة الترشّح للقاضية داليا دورنر، لأنني مهتمّ بها جدّا وأتابعها لسنوات طويلة ومن المهمّ بالنسبة لي أن تترشّح. كان لدينا قرار مبدئي في ميرتس أن نُدخِل إلى السباق المرشّحين من غير أعضاء الكنيست الحاليين ولذلك وقّعت لها. أنا مقتنع أنها ستكون قويّة في الصورة”.
إذا صعدت داليا دورنر وبن إليعازر إلى الجولة الثانية فستكون أنت في مشكلة؟
ضحك عضو الكنيست حين سمع السؤال (هو أيضًا كما يبدو لا يظنّ أنه خيار) “صحيح، أنا أنتظر من يصعد للجولة الثانية”.
وكذلك عضو الكنيست غطاس يؤيّد دورنر رغم أنّه يؤكّد بأنّ عضو الكنيست بن إليعازر جاء مرّات عديدة في زيارات إلى الوسط العربي ومؤخرًا فقط كان مرة أخرى في شفاعمرو.
وريفلين؟
“لم يجلس معنا بعد“
حتى هذه اللحظة لم يجلس معكم؟ لماذا؟
“لا أعلم. يجدر بك أن تسأله. ربّما سيأتي لاحقًا. ربّما يعتقد أنّنا لن نصوّت له في جميع الأحوال ولذلك فلا معنى لذلك“.
هل لديكم قرار حزبي بخصوص من ستؤيّدون؟
“لا. لدينا قرار مبدئي بتأييد المرشّح الذي سينجح بإقناعنا بأنّه صاحب الموقف الأكثر إيجابية في مجال العفو عن الأسرى الأمنيين من مواطني إسرائيل العرب. أيضًا موضوع المساواة للشريحة السكانية العربية مهمّ لدينا، ولكنّ موضوع العفو هو فوق كلّ شيء. هذا معيار رئيسي. وأنا أؤكّد، لا أتوقّع من المرشّحين أن يعدوني بأنّ يعفوا أو ينشطوا في الموضوع، لأنّني أفهم أنّ هذا سيضرّ المرشّح أمام أعضاء الكنيست الآخرين والشعب كذلك، أريد فقط أن أسمع منهم مَن مِن المرشّحين هو الأقرب لموقفنا في فهم الموضوع ومن لديه شجاعة في هذا المجال“.
وإنْ لم يقنعك أحد بذلك؟
“إذن سأضع بطاقة بيضاء“.
هل وقّعت على استمارات تأييد لأحد من أعضاء الكنيست؟
“لا، قرّرنا عدم التوقيع لأيّ مرشّح، ولكنّ على المستوى الشخصي قلت لداليا دورنر إذا كان لديها تسعة توقيعات وينقصها توقيع، فإنّني سأضيف توقيعي“.
ولمن ستصوّت أنت؟
“في الجولة الأولى سأصوّت لداليا دورنر“.
هل هناك مرشّحون آخرون توجّهوا إليكم؟
“اهتمّ بن إليعازر وجلس معنا، ولكن ريفلين كما ذكرت فلن يجلس معنا. شطريت لم يجلس معنا. داليا إيتسيك اهتمّت واتّصلت ولكن لم ننجح بعد باللقاء، وطلب شيختمان الاجتماع بنا وجلسنا معه“.
أما عضو الكنيست أحمد الطيبي، فقال إن الكثير من المرشّحين هم زملائه “وعليّ أن اختار مرشّحًا واحدًا ولذلك لم أوقّع لأي أحد ولا أنوي الإعلان عن من أدعم. فوقع بعض أعضاء الحزب الذي أنتمي إليه لداليا ايتسك (عضو الكنيست صرصور وطلب أبو عرار) ولشيختمان (غنايم)”.
ما أهميّة الوظيفة من ناحيتك؟
“ذكرت ذلك عدة مرات، وأنا أفكر أن وظيفة الرئيس ليس هذا ما يهم. فهذه ليست وظيفة تنفيذية. صحيح أنه في الماضي منح رئيس الدولة العفو لمجرمي الحركة السرية اليهودية، ولكن يصعب عليّ أن أتوقع أن يحدث أمر كهذا ثانية. فهذه مجرد وظيفة رمزية ولا أعرف إلى أي درجة مهمة هذه الرمزية بالنسبة للجمهور العربي. سنشارك في الانتخابات وسنحترمها، ولكن في نهاية المطاف فرئيس الدولة هو رئيس الدولة لليهود أكثر من كونه رئيس الدولة للعرب”.
هل قررت من ستؤيد؟
“نعم قررت. ولكنني لا أعتقد أنه عليّ التصريح عن ذلك”.
هل يعرف المرشّح ذاته عن ذلك؟
“أنا لست معنيًّا بالتحدث حول ذلك”.
هل الطريقة التي يُدار فيها هذا السباق مبالغ بها؟
“نعم. شاركت في معركَتَي انتخابات للرئاسة حتى اليوم، وهذه المعركة الانتخابية هي الأقل نزاهة وتشمل على الكثير من البذاءة والإعلانات الحقيرة. هذا هو المنصب الأعلى في الدولة وكنت أتوقع ألا تحدث أمور كهذه. إنه أمر يؤسف لأنه لا يزيد احترامًا للموضوع”.
هل ترغب في رؤية دافيد ليفي مرشّحًا؟
“أقترح عليه ألا يدخل إلى هذا الوحل. هناك أشخاص يستخدمون الأسماء. ويذكرون كل يوم اسم آخر. هذا ليس جدّيًا”.