بعد خمس سنوات من السجن، قرّرت لجنة الإفراجات يوم أمس الأحد تقصير عقوبة الرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كتساف، المُدان بالاغتصاب وبجرائم جنسية، فيما كانت العقوبة الأصلية لكتساف سبع سنوات.
لكن وفق العاملين في مصلحة السجون الذين تابعوا كتساف عن كثب في سنوات سجنه الخمس، لا تنجم فرحة الرئيس بقرار إطلاق سراحه المبكر من شوقه إلى حياة الحرية فحسب، بل أيضًا من عدم التكيّف الشديد الذي يُعاني منه في السجن.
ففي الواقع، أخبر عناصر من سجن “معاسياهو” الموقع الإخباري العبراني “والاه” أنّ “كتساف ارتكب كلّ خطأ ممكن تقريبًا في سلوكه خلف القضبان”.
كان خطأ كتساف الأول وفق أقوالهم هو اختياره أن يقضي عقوبته في الجناح الديني، المخصّص للسجناء المتدينين. ولكن رغم اسمه، يُعتبَر هذا الجناح من بين الأكثر قسوة، إذ يُقيم فيه العديد من المجرمين المدانين بارتكابات خطيرة كالقتل، الاغتصاب، السطو المسلح، والاتجار بالمخدرات. وبسبب اختيار كتساف للقسم الملائم للأشخاص المتشددين دينيًّا، مُنع من التلفزيون، وفُرضت عليه ساعات دراسية أكثر في المدرسة الدينية.
في وقت لاحق، لمُساعَدة كتساف على التأقلم مع بيئته الجديدة، خُصّص لمرافقته سجين ذو خبرة ليكون مرشدا له. كان هذا المرشد وزير الصحّة الأسبق، الذين أُدين بقبول الرشوة. لكنّ كتساف لم يتدبر أمره مع مرشده، ولا مع باقي السجناء. “لهذا السبب، كرهه السجناء، ولم ينسجموا معه”، تُخبر مصادر من السجن قائلةً: “يمكن القول إنّه مرت فترات كان فيها كتساف مُقاطَعًا من السجناء”.
في ذروة عزل كتساف الاجتماعي، قاد عامي بوبر، وهو سجين بارز يقضي عقوبة السجن بسبب قتل فلسطينيين لأسباب قومية، مقاطعة منظّمة للسجناء للرئيس الأسبق. وبين ما عانى منه الرئيس ترطيب السجناء لسريره، منعهم إياه من الصلاة معهم، مقاطعته في وجبات العيد، وشتمه.
وفضلًا عن الصعوبات الاجتماعية، أدّى كبرياء كتساف المُذَلّ إلى تورّطه في صراعات على مسائل غير مهمة أضّرت به – أحدها كان “عدم التقاط الكاميرات صورًا له بزيّ السجن” مهما كلّف الثمن. وبما أنّ على السجناء أن يُغادِروا السجن بزيّهم البرتقالي الموحّد، حرم كتساف نفسه من الخروج من أبواب السجن، حتى لغرض المناقشة القضائية لمسألته، زيارة العيادة، أو الشراء من مقصف السجن.
في بداية فترة سجنه، ظنّ الرئيس الأسبق خطأً أنّ سجله السياسي سيجعله يحظى ببعض الامتيازات. ولكن سرعان ما خاب ظنّه. ففور دخوله السجن، سارع إلى استغلال حقّه في أخذ إجازة للاحتفال بعيد “البوريم” في أحضان عائلته. ولكن بعد وقت قصير، طلب إجازة مجدّدًا، للاحتفال بالفصح مع العائلة. وفق قوانين السجن، لم تُتِح له الفترة القصيرة بين العيدَين طلب إجازة إضافية.
رغم كلّ ذلك، تمتّع كتساف ببعض اللحظات الجميلة في السجن كما يبدو. فقد أمضى جزءًا من وقته في دورات كمبيوتر، تأمّل، وعلاج عاطفي. وذكر آمِر السجن أنه لا علاقة بين هذه الدورات وطبيعة الارتكابات التي أُدين بها.